مستطيلة متناسبة المقدار متفرقة فى جوانب شىء مظلم) فوجه الشبه مركب ـ كما ترى ـ وكذا الطرفان ؛ لأنه لم يقصد تشبيه الليل بالنقع ، والكواكب بالسيوف ، بل عمد إلى تشبيه هيئة السيوف ...
______________________________________________________
قال العصام : وقد تعورف إطلاق الجرم على الجسم العلوى كما تعورف إطلاقه على السفلى.
(قوله : مستطيلة) الاستطالة ظاهرة فى السيوف ، وكذلك الكواكب فإنها تستطيل أشكالها عند التهاوى وإن كانت قبل التهاوى تكون على الاستدارة فى المرأى (قوله : متناسبة المقدار) أى : بالنظر للمشبه وحده والمشبه به وحده ، فالسيوف متناسبة المقدار فيما بينها ، وكذلك النجوم فيما بينها ، وأما تناسب طول النجوم مع طول السيوف أو العرض مع العرض فمبنىّ على التساهل ؛ لأن الطول فى النجوم أكثر منه فى السيوف فيما يظهر ويكفى فى التشبيه المتناسب فى الجملة (قوله : فى جوانب شىء مظلم) أما السيوف ففى ظلمة الغبار ، وأما الكواكب ففى ظلمة الليل (قوله : كما ترى) أى : كما رأيت وعلمت من كلام المصنف (قوله : وكذا الطرفان) لمّا بيّن المصنف وجه كون وجه الشبه فى البيت مركبا ولم يبيّن وجه كون الطرفين فيه مركبين تعرّض الشارح لبيان ذلك (قوله : لأنه لم يقصد تشبيه الليل بالنقع والكواكب بالسيوف) فيه قلب وكان من حق العبارة أن يقال : لأنه لم يقصد تشبيه النقع بالليل والسيوف بالكواكب ؛ وذلك لأنه على تقدير أن يكون التشبيه فى البيت من تشبيه المفرد بالمفرد يكون النقع مشبها والليل مشبها به ، وكذلك تكون السيوف مشبهة والكواكب مشبها بها ، ويمكن الجواب عن الشارح بجعل الباء فى قوله : بالنقع ، وفى قوله بالسيوف بمعنى مع.
(قوله : بل عمد) بابه ضرب (وقوله : إلى تشبيه هيئة السيوف) الأولى إلى تشبيه هيئة النقع والسيوف فيه وقد سلت .. إلخ ؛ لأن المشبه الهيئة المنتزعة من النقع والسيوف الموصوفة بتلك الأوصاف ، والمشبه به الهيئة المنتزعة من الليل والنجوم الموصوفة بما ذكره لا أن التشبيه بين هيئة السيوف وهيئة النجوم من غير اعتبار النقع والليل ؛ لأن صريح البيت خلافه ، ويمكن الجواب بأن المراد عمد إلى تشبيه الهيئة المشتملة على السيوف .. إلخ ،