تهاوى كواكبه) أى : يتساقط بعضها إثر بعض ، والأصل تتهاوى ؛ حذفت إحدى التاءين (من الهيئة الحاصلة من : هوى) بفتح الهاء ؛ أى : سقوط (أجرام مشرقة
______________________________________________________
مذكورة على سبيل التبع غير مستقلة فى التشبيه باعتبار الصناعة قطعا فيكون مقابلها الذى يتوهم كونه مشبها به تبعا لغيره أيضا (قوله : تهاوى كواكبه) أى : طائفة بعد طائفة لا واحدا بعد واحد ـ قاله فى الأطول.
(قوله : حذفت إحدى التاءين) وهل المحذوف الأولى أو الثانية خلاف وإنما لم يجعله فعلا ماضيا مذكرا لإسناده للاسم الظاهر المجازىّ التأنيث لما يلزم عليه من الإخلال بكثير من اللطائف والأحوال التى قصدها الشاعر من العلو تارة والسفل أخرى ـ وغير ذلك مما قاله الشاعر ، وتوضيح ذلك أن صيغة المضارع تدل على الاستمرار التجددىّ والتجدد الاستمرارىّ يدل على كثرة الحركات والتساقط فى جهات كثيرة من العلو والسفل واليمين واليسار والتدخل والتلاقى ، فيكون مشعرا باللطائف المشار لها بقول الشارح وهى تعلو وترسب بخلاف الماضى ، فإنه يدل على وقوع التساقط مرة فى الزمان الماضى ، ولا يشعر بكونه فى الجهات كثيرة فيكون مخلّا بتلك اللطائف وإن كان صحيحا أيضا ، لأن التهاوى يشعر بتعددها وسقوط بعضها إثر بعض فيؤخذ منها هيئة ـ هذا محصل ما فى المطول من توجيه عدم جعل الفعل ماضيا.
وفى الأطول توجيه آخر وحاصله : أن قوله" ليل تهاوى كواكبه" : يفيد وصف الليل بالخلوّ عن الكواكب ، فيلزم تشبيه مثار النقع والسيوف بالليل الخالى عن الكواكب بخلاف ليل تتهاوى كواكبه فإنه يفيد وصفه بكونه ذا كواكب تسقط بالتدريج وهذا هو المطابق لوجود الليل والمناسب للمشبه (قوله : من الهيئة) بيان لما فى قوله كما فى قول بشار الواقعة على وجه الشبه.
(قوله : بفتح الهاء) أى : وكسر الواو وتشديد الياء أى : سقوط ، وأما الهوى ـ بضم الهاء ـ فمعناه الصعود كما فى الأساس ، وفى القاموس كل من الفتح والضم للسقوط أو بالضم للسقوط وبالفتح للصعود ، فعلى كلامه المناسب أن يقول : بضم الهاء (قوله : أجرام مشرقة) وهى السيوف والنجوم فإن كلّا منهما مشرق بالبياض.