مثل الكرم ، والقدرة ، والشجاعة ، وغير ذلك (وإما إضافية) عطف على قوله : إما حقيقية ، ونعنى بالإضافية : ما لا تكون هيئة متقررة فى الذات ، بل تكون معنى متعلقا بشيئين (كإزالة الحجاب فى تشبيه الحجة بالشمس) فإنها ليست هيئة متقررة فى ذات الحجة والشمس ، ولا فى ذات الحجاب ...
______________________________________________________
غريزة ؛ لأن ما يصدر عنها من الكتابة للكسب فيها مدخل ، والكرم الذى يصدر عنه بذل المال والنفس والجاه إن كان صدوره بالاعتياد والممارسة فلا يسمى غريزة بل خلقا ـ بالضم ـ وإن كان صدوره بالذات يسمى غريزة ، وعلى هذا فالفرق بين الغريزة والخلق أن الأفعال الصادرة عن الملكة لا مدخل للاعتياد فيها فى الغريزة وله مدخل فيها بالنسبة للخلق (قوله : مثل الكرم) أى : فإنه كيفية يصدر عنها بذل المال والجاه ، وهذا مثال للملكة التى يصدر عنها الأفعال (قوله : والقدرة) أى : فإنها كيفية يصدر عنها الأفعال الاختيارية من العقوبة وغيرها (قوله : والشجاعة) أى : فإنها كيفية يصدر عنها بذل النفس بسهولة واقتحام الشدائد (قوله : وغير ذلك) أى : كأضدادها وهى البخل وهو كيفية يصدر عنها المنع لما يطلب وهو فعل ، والعجز وهو كيفية يصدر عنها تعذر الفعل عند المحاولة وهو فعل يسند لصاحب العجز ، والجبن وهو كيفية يصدر عنها الفرار من الشدائد المتعلقة ، ويقال عند التشبيه باعتبار ما ذكر مثلا : هو كحاتم فى الكرم وهو كعنترة فى الشجاعة وهو كالمعتصم فى القدرة ، ثم إن ظاهر الشارح يقتضى اختصاص الغرائز بالكيفيات التى تصدر عنها الأفعال أو ما يجرى مجرى الأفعال ، فلو فرضت كيفية لا يصدر عنها فعل لم تكن غريزة كالبلادة ـ فتأمل (قوله : ما لا تكون هيئة) أى : ما لا تكون صفة متقررة فى الذات أى : متقررة فى ذات الطرفين المشبه والمشبه به.
(قوله : متعلقا بشيئين) أى : بحيث يتوقف تعلقه على تعلقهما وذلك كالأبوة والبنوة ، فإنه ليس شىء منهما متقررا فى ذات بقطع النظر عن الغير ، بل بالقياس إلى الغير ، وكإزالة الحجاب فإنها إنما تتصور متعلقة بشيئين هما الحجاب والشمس أو الحجاب والحجة (قوله : فإنها) أى : الإزالة (قوله : ولا فى ذات الحجاب) الأولى حذفه ؛ لأن الكلام