ولا يجوز أن يتعلق بتعليق أمر لأن التعليق إنما هو فى زمان التكلم لا فى الاستقبال ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : إن دخلت الدار فأنت حر ـ فقد علقت فى هذه الحالة حريته على دخول الدار فى الاستقبال (كان كل من جملتى كل) من إن وإذا يعنى الشرط والجزاء (فعلية استقبالية) أما الشرط : فلأنه مفروض الحصول فى الاستقبال فيمتنع ثبوته ومضيه ، وأما الجزاء : فلأن حصوله معلق على حصول الشرط فى الاستقبال ويمتنع تعليق حصول الحاصل الثابت على حصول ما يحصل فى المستقبل
______________________________________________________
ولا عقلى ، فإن قلت : إن دخلت الدار فأنت حر كان ترتب الحرية على الدخول بالتزام المتكلم وجعله ، لا باستلزامه إياه عقلا أو شرعا أو عادة (قوله : ولا يجوز أن يتعلق إلخ) نوقش هذا بأن التعليق ، وإن لم يكن مستقبلا بحسب ذاته ؛ لأنه جعل شىء معلقا على شىء وهو حالى إلا أنه مستقبل من حيث متعلقه أعنى : المعلق والمعلق عليه فما المانع من جواز التعليق به للعلم باستقباليته من حيث متعلقه.
(قوله : أى من إن وإذا) بيان لكل الثانية (قوله : يعنى الشرط والجزاء) بيان للجملتين اللتين هما بيان لكل الأولى ، وحاصل المعنى : ولأجل إفادة إن وإذا ما تقدم كانت كل جملة من جملتى الشرط والجزاء ـ المنسوبتين لكل واحد من إن وإذا ـ فعلية استقبالية بأن تصدر بالمضارع ، فيقال فيهما مثلا : إن تجئ أكرمك ، وإذا تجئ أكرمك فلا تكون واحدة منهما اسمية ولا ماضوية (قوله : أما الشرط) أى : أما اقتضاء العلة لكون جملة الشرط فعلية استقبالية (قوله : فلأنه مفروض الحصول فى الاستقبال) أى : للأنا أفدنا فى التعليق أنه هو الذى إذا حصل فى الاستقبال حصل غيره (قوله : فيمتنع ثبوته) أى الذى هو مفاد الاسمية ، وقوله ومضيه أى : الذى هو مفاد الماضوية ، وقد يقال : اقتضاء العلة الاستقبالية جملة الشرط مسلم ، وأما اقتضاؤها للفعلية فلا ؛ لجواز أن تكون جملة الشرط اسمية استقبالية من حيث خبرها لكونه فعلا نحو : زيد ينطلق ، فإنها تفيد الاستمرار التجددى ، وأجيب بأن الجملة الاسمية من حيث هى اسمية لا تدل على حدوث ولا تجدد ، إذ شأنها أن تدل على مجرد الثبوت والحصول ، فلذا اشترط فى الجملة الشرطية كونها فعلية (قوله : وأما الجزاء) أى : وأما اقتضاء العلة لكون جملة الجزاء فعلية استقبالية (قوله : ويمتنع تعليق حصول الحاصل) أى : فيما مضى أو الآن على حصول ما