(وإما أكثر) عطف على : [إما جملة] ؛ أى : أكثر (من جملة) واحدة (نحو : (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ)(١) أى :) فأرسلون (إلى يوسف لأستعبر الرؤيا ؛ ففعلوا ؛ فأتاه فقال له : يا يوسف).
______________________________________________________
وجوبا إلا إذا سد شىء مسده ، وأما على قول من يجعل المخصوص مبتدأ والجملة قبله خبر فالكلام مما حذف فيه جزء الجملة ، فالتقييد بقوله على قول إلخ إنما هو للاحتراز عن هذا القول فقط ـ فتأمل.
(قوله : عطف على إما جملة) الأولى جعله معطوفا على قوله إما جزء جملة ؛ لأن المعاطيف إذا تكررت وكان العطف بحرف غير مرتب كانت كلها معطوفة على الأول على التحقيق من أقوال ثلاثة (قوله : (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ)) أى : فهذا الكلام حذف فيه جمل خمسة مع ما لها من المتعلقات لا يستقيم المعنى إلا بها أشار المصنف إلى تقديرها بقوله أى : إلى يوسف إلخ ، فالجملة الأولى لأستعبره الرؤيا أى : لأطلب منه تعبيرها وتفسيرها ، والثانية ففعلوا ، والثالثة فأتاه ، والرابعة فقال له ، والخامسة يا فإنها نائبة عن جملة أدعو ، وأما قوله إلى يوسف فهو متعلق الجملة المذكورة أعنى : أرسلون ، وقوله : يوسف الذى هو المنادى هو المذكور. قال اليعقوبى : ودليل تلك المحذوفات ظاهر ؛ لأن نداء يوسف يقتضى أنه وصل إليه وهو متوقف على فعل الإرسال والإتيان إليه ، ثم النداء محكى بالقول والإرسال معلوم أنه إنما طلب للاستعبار فحذف كل ذلك اختصارا علم بالمحذوف لئلا يكون تطويلا لعدم ظهور الفائدة فى ذكره مع العلم به (قوله : والحذف) يعنى لجزء الجملة أو للجملة.
وقوله : على وجهين أى : يأتى على وجهين أى : أنه تارة يكون مع عدم قيام شىء مقامه وتارة يكون مع قيام شىء مقامه ، واعتراض بعضهم على المصنف بأن الحذف المحدث عنه ليس هو عدم القيام أو القيام فلا بد فيه من تقدير مضاف أى : ذو ، ألّا يقام وذو أن يقام ساقط ؛ لأن الاعتراض المذكور لا يتوجه على المصنف إلا لو
__________________
(١) يوسف : ٤٥.