وغيرهما. والجواب : أنه لم يرد تعسر بيان معناهما ؛ لأن ما ذكره بيان لمعناهما ؛ بل أراد تعسر التحقيق والتعيين فى أن هذا القدر إيجاز ، وذلك إطناب.
(ثم البناء على المتعارف والبسط ...
______________________________________________________
عطفه على ما قبله عطف تفسير (قوله : كالأبوة) أى : فإنهم عرفوها بكون الحيوان متولدا من نطفته آخر من نوعه من حيث هو كذلك ، وعرفوا الأخوة بكون الحيوان متولدا هو وغيره من نطفة آخر من نوعهما (قوله : وغيرهما) كالبنوة فإنهم عرفوها بكون الحيوان متولدا من نطفة آخر من نوعه (قوله : والجواب أنه) أى : السكاكى ، وقوله لم يرد أى : بتعسر التحقيق فى قوله لكونهما نسبيين لا يتيسر الكلام فيهما إلا بترك التحقيق (قوله : تعسر بيان معناهما) أى : بالتعريف الضابط لكل واحد منهما كما فهم المصنف وضمير التثنية راجع للإيجاز والإطناب (قوله : لأن ما ذكره) أى : السكاكى فى تعريف الإيجاز والإطناب بيان لمعناهما أى : فبيانه لمعناهما بما ذكره دليل على عدم هذه الإرادة (قوله : بل أراد إلخ) الأوضح أن يقول بل أراد بتعسر التحقيق تعسر التعريف المحتوى على تعيين المقدار لكل بحيث لا يزاد عليه ولا ينقص عنه ، وإنما كان تبيين هذا المقدار متعسرا لتوقفه على اتحاد المنسوب إليه وهو هنا مختلف ، والحاصل أنه ليس مراد السكاكى بتعسر التحقيق تعسر التعريف المبين لمعنى كل منهما كما فهم المصنف واعترض بما ذكر ، بل أراد بتعسر التحقيق تعسر التعريف المشتمل على تعيين المقدار لكل ، وحينئذ فلا اعتراض والدليل على هذه الإرادة تعريفه للإيجاز والإطناب كما هو مبين لمعناهما بعد حكمه بتعسر تحقيقهما الذى هو الامتناع (قوله : ثم البناء على المتعارف) أى : على متعارف الأوساط أى : على عبارتهم المتعارفة بينهم وهذا اعتراض ثان على السكاكى ، حاصله أن ما ذكره السكاكى فى تعريف الإيجاز والإطناب من بنائهما على متعارف الأوساط ومن بنائهما على البسط الموصوف بأنه أبسط مما ذكره المتكلم فيه بحث ؛ لأن هذا فى الحقيقة رد إلى الجهالة والمطلوب من التعاريف الإخراج من الجهالة لا الرد إليها (قوله : والبسط) أى : والبناء على البسط أى : على الكلام المبسوط اللائق بالمقام لاقتضائه إياه ؛ لأن البناء إنما هو على الكلام