وفيه نظر ؛ لأن الحال التى يدل عليها المضارع هو زمان التكلم ، وحقيقته : أجزاء متعاقبة من أواخر الماضى وأوائل المستقبل ، والحال التى نحن بصددها يجب أن يكون مقارنا لزمان مضمون الفعل المقيد بالحال ؛ ماضيا كان أو حالا أو استقبالا ، فلا دخل للمضارعة فى المقارنة ، فالأولى أن يعلل امتناع الواو فى المضارع المثبت بأنه على وزن اسم الفاعل لفظا ، وبتقديره معنى.
______________________________________________________
(قوله : وفيه نظر) أى : فى هذا التعليل أعنى قوله : وأما المقارنة فلكونه مضارعا نظر ؛ لأنه لا ينتج المدعى ، وحاصل ذلك النظر أن الحال الذى يدل عليه المضارع زمان التكلم وحقيقته عرفا أجزاء متعاقبة من أواخر الماضى وأوائل المستقبل ، والحال النحوية التى نحن بصددها ينبغى أن يكون مضمونها مقارنا لزمان مضمون عاملها ماضيا كان أو حالا أو مستقبلا ، فالمضارع إنما يدل على مقارنة مضمونه لزمن التكلم ، وليس هذا مرادا هنا ؛ لأن المراد مقارنة مضمون الحال لزمن مضمون عاملها فهذه المقارنة المرادة هنا لا ينتجها المضارع (قوله : وحقيقته) أى : حقيقة الحال الزمانية وهى زمان التكلم التى يدل عليها المضارع (قوله : أجزاء متعاقبة من أواخر الماضى وأوائل المستقبل) أى : مع الآن الحاضر فهى غير بسيطة ، وهذا هو الحال الزمانية العرفية ، وأما الحال الزمانية الحقيقية فهى بسيطة ؛ لأنها الجزء الآتى الفاصل بين الماضى والمستقبل (قوله : المقيد بالحال) إظهار فى محل الإضمار أى : المقيد بها وإنما أظهر فى محل الإضمار للإيهام (قوله : ماضيا كان أو حالا أو استقبالا) هذا تعميم فى زمان وقوع مضمون الفعل العامل فى الحال ، وإذا كان زمان العامل فى الحال تارة يكون ماضيا ، وتارة يكون حاليا ، وتارة يكون استقباليا كان أعم من زمان التكلم الذى يدل عليه الفعل المضارع الواقع حالا ، وحينئذ فلا يكون للمضارعة دخول فى إفادة المقارنة المرادة هنا وهى مقارنة مضمون الحال لمضمون العامل فى زمانه أى : زمان كان وإن كانت تدل على المقارنة فى بعض الأحوال ، وذلك إذا كان زمان العامل حاليا ـ كذا قرر شيخنا العدوى.
(قوله : فالأولى أن يعلل إلخ) أى : لسلامة هذا التعليل من الخدش المذكور ، مع كونه أخصر من التعليل الذى ذكره المصنف (قوله : بأنه على وزن الفاعل) أى : لتوافقهما فى الحركات والسكنات (قوله : وبتقدير معنى) أى : لأن المضارع إذا وقع