(وأما ما جاء من) نحو قول بعض العرب : (قمت وأصك وجهه ، وقوله : فلما خشيت أظافيرهم) أى : أسلحتهم (نجوت وأرهنهم مالكا ـ فقيل :)
إنما جاء الواو فى المضارع المثبت الواقع حالا (على) اعتبار (حذف المبتدأ)
______________________________________________________
حالا يؤول باسم الفاعل لاشتراكهما فى الحال والاستقبال ، فقولك : جاء زيد يتكلم فى معنى جاء متكلما أى : ولما كان اسم الفاعل إذا وقع حالا تمتنع فيه الواو كان المضارع مثله ، ولا يقال : إن ما ذكره الشارح من التعليل موجود فى المضارع المنفى ، مع أنه يجوز ارتباطه بالواو ؛ لأنا نقول هذه حكمة تلتمس بعد الوقوع والنزول فلا يلزم اطرادها.
(قوله : وأما ما جاء إلخ) جواب عما يقال : إنه قد جاء المضارع المثبت بالواو فى النثر والنظم (قوله : وأصك وجهه) الصك الضرب قال تعالى : (فَصَكَّتْ وَجْهَها)(١) أى : ضربته (قوله : وقوله) أى : قول عبد الله بن همام السلولى (قوله : فلما خشيت إلخ) (٢) لما ظرف بمعنى حين على ما ذهب إليه ابن السراج ، وذهب سيبويه إلى أنها حرف بمعنى إن ، والخشية بمعنى : الخوف ، (وقوله : أظافيرهم) الأظافير جمع أظفار وهى جمع ظفر ، والمراد به هنا الشوكة والقوة والضمير للأعداء ، وفى الكلام حذف مضاف أى : وحين خفت نشب أظافير الأعداء بى وهو كناية عن الظفر به من باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم أى : حين خفت أن يظفروا بى نجوت ، وهذا كله بناء على أن المراد بالأظفار حقيقتها ، وأما على أن المراد بها الأسلحة كما ذهب إليه الشارح ، فلا يحتاج لهذا التكلف ، ومالك : اسم رجل أو فرس. قال ثعلب : الرواة كلهم على أن أرهنهم بفتح النون ماضيا على أن أرهنته بمعنى رهنته إلا الأصمعى فإنه رواه : وأرهنهم بضم النون على أنه مضارع ، وعلى هذه الرواية مشى المصنف وبها يصح الاستشهاد ، وحاصل معنى البيت لما خشيت منهم هربت وخلصت وجعلت مالكا مرهونا عندهم ومقيما لديهم (قوله : لتكون الجملة اسمية) وهى يصح ارتباطها بالواو.
__________________
(١) الذاريات : ٣٠.
(٢) البيت لعبد الله بن همام السلولى فى إصلاح المنطق ٢٤٩ ، ٢٣١ ، خزانة الأدب ٩ / ٣٦ ، الشعر والشعراء ٢ / ٦٥٥ ، معاهد التنصيص ١ / ٢٨٥ ولهمام بن مرة فى تاج العروس (رهن) وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ١٦٤ ورصف المبانى ٤٢٠.