(وهى) أى : المفردة (تدل على حصول صفة) أى : معنى قائم بالغير ؛ لأنها لبيان الهيئة التى عليها الفاعل أو المفعول ، والهيئة معنى قائم بالغير (غير ثابتة) لأن الكلام فى الحال المنتقلة (مقارن) ذلك الحصول (لما جعلت) الحال (قيدا له) يعنى : العامل ؛ لأن الغرض من الحال تخصيص وقوع مضمون عاملها بوقت حصول مضمون الحال ؛ وهذا معنى المقارنة (وهو) أى : المضارع المثبت (كذلك) أى : دال على حصول صفة غير ثابتة مقارن لما جعلت قيدا له ، كالمفردة ؛ فتمتنع الواو فيه كما فى المفردة.
(أما الحصول) أى : أما دلالة المضارع المثبت على حصول صفة غير ثابتة (فلكونه فعلا) ...
______________________________________________________
من كلام ابن يعقوب حيث قال : وأصالة المفردة إما بمعنى كثرة ورودها دون الجملة ، وإما بمعنى أن الحال فضلة ، وكونها فضلة يقتضى إعرابها بالنصب والإعراب يقتضى الإفراد لعراقة إلخ (قوله : وهى تدل) أى : بحسب أصل وضعها.
(قوله : أى معنى قائم بالغير) أشار بهذا إلى أن المراد الصفة اللغوية لا النحوية ، (وقوله : تدل على حصول صفة) أى : صراحة أو بطريق اللزوم كما فى قولك : جاء زيد غير ماش ، فإن عدم المشى يستلزم الركوب ، أو يقال : إن الكثير فيها ذلك أى : الدلالة على حصول صفة ، فاندفع ما يقال : إن قولك : جاء زيد غير ماش لا يدل على حصول صفة ، بل إنما دل على عدم الصفة (قوله : التى عليها الفاعل) أى : حال التلبس بالفعل (وقوله : أو المفعول) أى : ولو بواسطة حرف الجر فدخل المجرور (قوله : والهيئة معنى قائم بالغير) وذلك لأن ما يقوم بالغير باعتبار حصوله فيه يقال له : هيئة وباعتبار قيامه به يقال له صفة (قوله : غير ثابتة) بأن تنفك عن صاحبها (قوله : ذلك الحصول) أشار به إلى أن مقارن صفة للحصول (قوله : لما) أى : لعامل أى : لمدلول عامل وهو العامل فى صاحبها ؛ لأنه العامل فيها (قوله : وهذا) أى : التخصيص المذكور معنى المقارنة أى : معناها اللازمى ، إذ معناها المطابقى تشارك وقوعى المضمونين فى زمان واحد (قوله : فتمتنع الواو فيه كما فى المفردة) اعترض بأن هذا قياس فى اللغة ، وقد منعه كثير من المحققين ، وأجيب بأنا لا نسلم أن هذا قياس فى اللغة ، إذ التعليلات