والجملة الوصفية المصدرة بالواو ؛ التى تسمى : واو تأكيد لصوق الصفة بالموصوف ـ فعلى سبيل التشبيه والإلحاق بالحال (لكن خولف) هذا الأصل (إذا كانت) الحال (جملة ؛ ...
______________________________________________________
وأدخل بالكاف الخبر الواقع بعد إلا نحو : ما أحد إلا وله نفس أمارة (قوله : والجملة الوصفية) أى : الواقعة صفة للنكرة كقوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ)(١) وكقوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها)(٢) فإن الجملة فى الآيتين عند صاحب الكشاف صفة للنكرة ، والواو زائدة دخولها وخروجها على حد سواء ، وفائدتها تأكيد وصل الصفة بالموصوف ، إذ الأصل فى الصفة مقارنة الموصوف فهذه الواو أكدت اللصوق.
(قوله : فعلى سبيل التشبيه والإلحاق بالحال) لأنها قد تقترن بالواو فى بعض الأحيان ، وحينئذ فلا يرد ذلك نقضا ؛ لأن اقترانها على سبيل التشبيه والإلحاق لا على سبيل الأصالة فلم يخرجا عن الأصل ، والحاصل أن كون الحال أصلها عدم الاقتران بالواو مكتسب من مشابهتها للخبر والنعت ، فلما خولف هذا الأصل المكتسب فيها ، واقترنت بالواو حمل الخبر والنعت عليها لورودها بعد ما قد يستقل كالفعل والفاعل والمبتدأ والخبر ، وذكر بعضهم : أن أمسى فى البيت تامة بمعنى دخل فى المساء ، والجملة بعدها حال لا خبر ، ومذهب صاحب المفتاح : أن الجملة فى الآيتين حال من قرية لكونها نكرة فى سياق النفى وذو الحال كما يكون معرفة يكون نكرة مخصوصة ، لكن كلام صاحب المفتاح يضعفه أنه يقتضى تقييد الإهلاك بالحال وهو غير مقصود إن كان الإهلاك واقعا فى تلك الحالة ، فصاحب الكشاف راعى جزالة المعنى فجعلها صفة ، فإنه من علماء البيان وهم يرجحون جانب المعنى على جانب اللفظ مع وقوع الجملة صفة لقرية فى قوله تعالى (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ)(٣).
(قوله : هذا الأصل) أعنى كون الحال بغير واو كما فى الخبر والنعت. (قوله : إذا كانت الحال) أى : المتقدمة وهى المنتقلة (قوله : جملة) أى : اسمية أو فعلية (قوله :
__________________
(١) الحجر : ٤.
(٢) البقرة : ٢٥٩.
(٣) الشعراء : ٢٠٨.