وإذا كان الحال مثل الخبر والنعت فكما أنهما يكونان بدون الواو ـ فكذلك الحال.
وأما ما أورده بعض النحويين من الأخبار والنعوت المصدرة بالواو كالخبر فى باب كان ، ...
______________________________________________________
فى المعنى للموصوف ، إلا أنهما يفترقان من جهة أن القصد من الحال جعلها قيدا لحكم صاحبها لاقتران الحال مع الحكم فى صاحب الحال ، فإذا قلت : جاء زيد راكبا أفاد أن زيدا موصوف بالمجىء وأن اتصافه بالمجىء إنما هو فى حال اتصافه بالركوب ، وأن القصد من النعت جعله قيدا لذات المحكوم عليه لا قيدا للحكم ، فإذا قلت : جاء زيد العالم فالمقصود تقييد نفس ذات زيد بالعلم لا تقييد حكمه الذى هو المجىء ، ولهذا يصح بطريق الأصالة أن يكون نحو : الأبيض والأسود والطويل والقصير من الأوصاف التى لا انتقال فيها ولا يتقيد وجودها بوجود الأحكام نعتا بخلاف الحال ، فإن الأصل فيها ألّا تكون كذلك ؛ لأنها قيد للحكم الذى أصله العروض والثبوت بعد الانتفاء ، فينبغى أن تكون من الأوصاف التى تثبت بثبوت الأحكام وتنتفى بانتفائها ؛ لأن الثابت اللازم لا يفيد التجدد العارض ، فقول الشارح إلا أن المقصود فى الحال أى : منها ، (وقوله : على هذا الوصف) أى : الحال ، (وقوله : حال مباشرة الفعل) أى : الحدث سواء دل عليه بفعل أو وصف ، (وقوله : وبيان) أى : مبين ، (وقوله : لكيفية وقوعه) أى : لصفته التى وقع عليها ، (وقوله : فإنه لا يقصد به ذلك) أى : كون الموصوف على هذا الوصف حال مباشرة الفعل ، (وقوله : بل مجرد اتصاف المنعوت به) أى : من غير ملاحظة أن المنعوت مباشر للفعل أو غير مباشر له.
(قوله : وإذا كان الحال إلخ) هذا إشارة إلى مقدمة صغرى مأخوذة من المتن ، وقوله : فكما أنهما يكونان بدون الواو : إشارة إلى مقدمة كبرى محذوفة من المصنف ، وقوله : فكذلك الحال : إشارة إلى النتيجة المحذوفة (قوله : وأما ما أورده بعض النحويين) أى : على الكبرى القائلة والخبر والنعت يكونان بدون الواو (قوله : كالخبر فى باب كان) أى : كما فى بيت الحماسة من قول سهيل بن شيبان :
فلمّا صرّح الشّرّ |
|
فأمسى وهو عريان (١) |
__________________
(١) البيت للفند الزمانى سهيل بن شيبان فى أمالى القالى ١ / ٢٦٠ ، وحماسة البحترى ص ٥٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٣١ ، وسمط اللآلى ص ٥٧٨ ، ٩٤٠ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٣٤ ، وللحماسى فى شرح التصريح ٢ / ٢٣٩.