ثم إن الجامع الخيالى هو تقارن الصور فى الخيال ، وظاهر أنه ليس كصورة ترسم فى الخيال ، بل هو من المعانى ، فإن قلت : كلام المفتاح مشعر بأنه يكفى لصحة العطف وجود الجامع بين الجملتين باعتبار مفرد من مفرداتهما ؛ وهو نفسه معترف بفساد ذلك حيث منع صحة نحو : خفى ضيق وخاتمى ضيق ، ونحو : الشمس ومرارة الأرنب وألف باذنجانة محدثة ـ قلت : كلامه هاهنا ليس إلا فى بيان الجامع بين الجملتين ، ...
______________________________________________________
الإضافى لا الحقيقى ، ولا شك أن الجزئى الإضافى يصدق على الكلى كما بين فى محله ـ فتأمل.
(قوله : ثم إن الجامع الخيالى إلخ) هذا اعتراض من الشارح على البعض القائل : إن الجامع العقلى هو ما يدرك بالعقل ، والمراد بالجامع الخيالى ما يدرك بالخيال ، وتوضيحه أن ذلك البعض لما فسر الجوامع المذكورة بما يدرك بهذه القوى ، واعترض على التفسير المذكور بالجامع الوهمى ، قال له الشارح : اعلم أن الاعتراض بالجامع الوهمى فيه قصور ، إذ حيث كان المراد بالجوامع المذكورة ما يدرك بهذه القوى ، فلا يصح هذا التفسير فى الجامع الخيالى أيضا ـ قرر ذلك شيخنا العدوى.
(قوله : بل هو) أى : التقارن من المعانى أى : المدركة بالعقل ، أو بالوهم على التفصيل المتقدم (قوله : فإن قلت) أى : معترضا على السكاكى بوقوع التنافى فى كلامه ، والغرض من ذكر الشارح لهذا الاعتراض ـ والجواب عنه ـ التوطئة والتمهيد للاعتراض على المصنف حيث وقع الخلل فى كلامه (قوله : مشعر إلخ) أى : لأنه قال الجامع بين الجملتين إما عقلى وهو أن يكون بين الجملتين اتحاد فى تصور ما إلخ ، ومن المعلوم أن الكلام فى الجامع المصحح للعطف ، إذ ما لا يصحح العطف لا يتعلق الغرض ببيانه وتصور بمعنى متصور وتنوينه يدل على الإفراد (قوله : وهو بنفسه معترف بفساد ذلك) أى : وحينئذ ففى كلامه تناف (قوله : حيث منع إلخ) أى : لعدم الجامع بين المسند إليهما وإن كان الجامع بين المسندين موجودا وهو الاتحاد فى التصور (قوله : محدثة) خبر حذف من الأولين لدلالة الأخير عليه فهو من عطف الجمل (قوله : قلت) أى : جوابا عن السكاكى ، (وقوله : كلامه هنا) أى : قوله الجامع بين الجملتين إلخ ، (وقوله : ليس إلا فى