وأجابوا بأن الجامع كون كل منهما مضادا للآخر ؛ وهذا معنى جزئى لا يدركه إلا الوهم ؛ وفيه نظر ؛ لأنه ممنوع ، وإن أرادوا أن تضاد هذا السواد لهذا البياض معنى جزئى فتماثل هذا مع ذاك وتضايفه معه أيضا معنى جزئى ، فلا تفاوت بين التماثل والتضايف وشبههما فى أنها إن أضيفت إلى الكليات كانت كليات ، وإن أضيفت إلى الجزئيات كانت جزئيات ، فكيف يصح جعل بعضها على الإطلاق عقليا وبعضها وهميا؟!
______________________________________________________
(قوله : وأجابوا) عطف على اعترضوا (قوله : وهذا) أى : كون كل منهما مضادا للآخر (قوله : وفيه نظر) أى : فى هذا الجواب نظر من حيث قوله وهذا معنى جزئى (قوله : لأنه ممنوع) أى : لأنا لا نسلم أن تضاد البياض للسواد معنى جزئى ، بل هو كلى ؛ لأن التضاد المأخوذ مضافا لكلى كلى (قوله : أن تضاد هذا السواد) أى : المخصوص ، (وقوله : لهذا البياض) أى : المخصوص (قوله : فتماثل إلخ) أى : فمسلم ، ولكنه معارض بالمثل ؛ لأن تماثل هذا أى كزيد ، (وقوله : مع ذاك) أى : مع عمرو مثلا (قوله : فتماثل) أى : فنقول تماثل هذا إلخ أى : فالأخذ بهذا المراد يؤدى لفساد كلام المصنف أو للتحكم (قوله : وشبههما) أى : وغيرهما من بقية الجوامع ، (وقوله : فى أنها) أى : التماثل والتضايف وغيرهما مثل التضاد وشبهه (قوله : إلى الكليات) كقولك تضاد البياض للسواد ، (وقوله : إلى الجزئيات) كقولك تضاد هذا البياض لهذا السواد ، فإن هذا البياض الذى أضيف إليه التضاد معنى جزئى (قوله : كانت كليات) فتكون من مدركات العقل (قوله : كانت جزئيات) أى : فتكون من مدركات الوهم (قوله : فكيف يصح جعل بعضها) وهو الاتحاد والتماثل والتضايف ، (وقوله : على الإطلاق) أى : سواء أضيف لكلى أو جزئى (قوله : وبعضها وهميا) وهو التضاد وشبه التضاد وشبه التماثل ، (وقوله : فكيف إلخ؟) استفهام إنكارى بمعنى النفى أى : لا يصح ذلك ؛ لأنه تحكم محض ، ثم إن ما اقتضاه هذا الجواب من أن التضاد المضاف للجزئى جزئى لا يسلم ؛ لأنهم صرحوا بأن إمكان زيد كلى ؛ لأنه يتعدد باعتبار الأزمنة والأمكنة ، وهذا الإمكان جزئى ضرورة أن الإشارة لا تكون إلا للمحسوس المشاهد ـ اللهم إلا أن يقال : إن هذا الجواب مبنى على تسليم أن التضاد المضاف للجزئى جزئى جدلا ، أو أن المراد بالجزئى فى كلامه الجزئى