(أو) يقدر من أول الأمر صريح الطلب على ما هو الظاهر ؛ أى : (وأحسنوا) بالوالدين إحسانا ؛ فتكونان إنشائيتين معنى ؛ إذ لفظ الأولى إخبار ، ولفظ الثانية إنشاء. (والجامع بينهما) أى : بين الجملتين (يجب أن يكون باعتبار المسند إليهما ، ...
______________________________________________________
النهى كما هنا أبلغ من صريح النهى وإنما كان الخبر المذكور أبلغ لإفادته المبالغة بالاعتبار المذكور (قوله : أو يقدر) عطف على يقدر فى قوله سابقا : فإما أن يقدر خبرا ، (وقوله : صريح الطلب) أى : من أول الأمر ، والقرينة على ذلك التقدير قوله : بعد وقولوا للناس حسنا ، والحاصل أن تقدير تحسنون فيه مشاكلة فى اللفظ لما قبله ومبالغة باعتبار الإشارة إلى سرعة الامتثال ، وتقدير أحسنوا فيه مشاكلة لما بعده وفيه إضمار فقط ، بخلاف إضمار تحسنون فإنه مجاز فى التعبير عن أحسنوا ، فلكل من التقديرين مرجحان ، وظاهر كلام المتن أن التقدير الأول أولى وقوة كلام الشارح تدل عليه أيضا ؛ لأن المصنف قدمه واعتنى الشارح بتوجيهه وبينه أتم بيان (قوله : على ما هو الظاهر) أى : لأن الأصل فى الطلب أن يكون بصيغته الصريحة لا يقال وبقرينة ، وقولوا : لأنا نقول يعارضها قرينة لا تعبدون (قوله : فتكونان) أى : لا تعبدون وأحسنوا ، والصواب فتكونا ؛ لأنه منصوب عطفا على يقدر المنصوب عطفا على يقدر السابق ونصب ما هو من الأفعال الخمسة بحذف النون ، اللهم إلا أن يجعل مستأنفا أى : إذا تقرر ذلك فتكونان إلخ ، وإن كان فيه تكلف (قوله : إذ لفظ الأولى إخبار) علة لمحذوف أى : لا لفظا ؛ لأن لفظ الأولى إلخ ، وفى نسخة مع أن لفظ الأولى أى : والحال أن لفظ الأولى وهى لا تعبدون إخبار ، (وقوله : ولفظ الثانية) أى : وهى قوله : وأحسنوا.
(قوله : والجامع بينهما) أى : والوصف الذى يقتضى الجمع بينهما ، بحيث يكون مقربا لهما.
(قوله : أى بين الجملتين) أى : سواء كان لهما محل من الإعراب أو لا ، (وقوله : يجب أن يكون باعتبار) أى : يجب أن يكون محققا باعتبار المسند إليهما أى : بالنسبة إلى اللذين أسند إليهما فى الجملتين اتحدا أو تغايرا فضمير التثنية عائد على أل الموصولة