لأن الأولى وافية مع ضرب من القصور ؛ باعتبار الإجمال وعدم مطابقة الدلالة فصارت كغير الوافية.
[الفصل لشبه كمال الانقطاع] :
(أو) لكون الثانية (بيانا لها) أى : للأولى (لخفائها) أى : الأولى ...
______________________________________________________
بالقول فمحلهما نصب ، وحاصل الجواب أن ما ذكره المصنف من البيت مثال لكمال الاتصال بين الجملتين بسبب كون الثانية بدل اشتمال من الأولى بقطع النظر عن كون الجملتين لهما محل من الإعراب أو لا ، وأجاب السيد بجواب آخر وحاصله : أن قوله ارحل لا تقيمن حكاية عما يقوله الشاعر فى زمان الاستقبال ، وعلى هذا فهو مثال باعتبار المحكى ولا محل له من الإعراب (قوله : لأن الأولى) أى : الجملة الأولى من القسمين بدل البعض وبدل الاشتمال (قوله : باعتبار الإجمال) أى : العموم وهذا باعتبار ما مثل به للقسم الأول من الآية ؛ لأن الجملة الأولى فيها دالة على النعم المذكورة بالعموم بخلاف الجملة الثانية فإنها تفوقها بدلالتها عليها بالخصوص (قوله : وعدم مطابقة الدلالة) هذا بالنظر لما مثل به للقسم الثانى من البيت ؛ وذلك لأن المقصود من قوله : ارحل لا تقيمن عندنا كمال إظهار الكراهة لإقامته ودلالة الجملة الأولى على ذلك المعنى باللزوم كما تقدم بيانه بخلاف الجملة الثانية فإنها تفوقها بدلالتها على ذلك بالمطابقة باعتبار الوضع العرفى.
(قوله : فصارت) أى : الأولى بالنسبة للثانية كغير الوافية هذا يقتضى أن المصنف لم يمثل لغير الوافية بل لما هو كغير الوافية ، والأولى حمل الكلام على ما قلناه سابقا من أن غير الوافية هى التى أتبعت ببدل البعض والاشتمال ، وأن التى هى كغير الوافية هى التى أتبعت ببدل الكل بناء على اعتباره فى الجمل ، وإنما كان حمل الكلام على هذا أولى لما مر من أن غير الوافية هى التى صدر بها فيصرف التمثيل لها ، وتكون التى هى كغير الوافية كالمستطردة باعتبار ما لم يذكره هو وذكره الغير.
[الفصل لشبه كمال الانقطاع] :
(قوله : لخفائها) أى : فالمقصود بالجملة الثانية بيان الأولى لما فيها من الخفاء مع اقتضاء المقام إزالته من غير أن يقصد بها استئناف الأخبار بنسبتها كما فى البدل والفرق بين البدل والبيان مع وجود الخفاء فى كل من المبدل منه والمبين أن المقصود فى البدل هو الثانى لا الأول ، والمقصود فى البيان هو الأول والثانى توضيح له ، فالإيضاح فى الأول حاصل غير