أو جملة مستقلة ، و (ذلِكَ الْكِتابُ) جملة ثانية ، و (لا رَيْبَ فِيهِ) ثالثة (فإنه لما بولغ فى وصفه) أى : وصف الكتاب (ببلوغه) متعلق ب [وصفه] ؛ أى : فى أن وصف بأنه بالغ (الدرجة القصوى فى الكمال) وبقوله : [بولغ] تتعلق الباء فى قوله : (بجعل المبتدأ (ذلِكَ)) الدال على كمال العناية بتمييزه ...
______________________________________________________
وبما ذكرناه فى بيان معنى هذا القول صحت المقابلة بينه وبين القول الذى بعده (قوله : أو جملة مستقلة) أى أو جعلت (الم) جملة مستقلة ، أى مع حذف أحد جزأيها. أما المبتدأ أو الخبر إن جعلت اسمية بأن يكون التقدير" الم" هذا ، أو هذا" الم".
ويصح جعلها فعلية على أن يكون التقدير : " أقسم ب الم" فيكون الجار محذوفا. أو أذكر" الم" فيكون منصوبا وعلى هذا التقادير" الم" إما اسم السورة أو القرآن ، أو اسم من أسمائه تعالى ، أو مؤول بالمؤلف من هذه الحروف (قوله : وذلك الكتاب جملة ثانية) أى لا محل لها من الإعراب ، وقوله" ثالثة" أى لا محل لها كالأوليين ، واحترز الشارح بقوله : " إذا جعلت إلخ" عما إذا جعل" الم" طائفة من الحروف قصد تعدادها أو جملة مستقلة اسمية أو فعلية على ما مر ، وذلك الكتاب" مبتدأ و" لا ريب فيه" خبر ، أو جعل" الم" مبتدأ و" ذلك الكتاب" خبرا أو جعل" الم" مبتدأ و" لا ريب فيه" خبرا ، وجملة" ذلك الكتاب" اعتراضا فإنه لا يكون" لا ريب فيه" جملة لا محل لها من الإعراب مؤكدة لجملة قبلها ، كذلك.
(قوله : فإنه لما بولغ إلخ) هذا بيان لكون" لا ريب فيه" تأكيدا معنويا لذلك الكتاب ، وضمير أنه للحال والشأن. وقوله : بولغ" أى وقعت المبالغة أى فإنه لما وقعت المبالغة فى أن وصف" ذلك الكتاب" بأنه بلغ فى الكمال إلى الدرجة القصوى ، أى البعدى فى الرفعة ، فقوله" الدرجة" معمول البلوغ ، و" فى الكمال" متعلق به (قوله : وبقوله بولغ تتعلق الباء فى قوله بجعل) أى فالمعنى فإنه لما وقعت المبالغة فى الوصف المذكور بسبب جعل. إلخ. (قوله بجعل إلخ) المبالغة بمجموع الجعل والتعريف ؛ لكن محصلها بالتعريف ؛ لأن جعل المبتدأ" ذلك" إنما يفيد بلوغه الدرجة القصوى فى الكمال ، وهذا لا ينافى أن غيره كذلك. (قوله : ذلك) أى لفظ ذلك (قوله : الدال على كمال العناية بتمييزه)