والتوسل ببعده إلى التعظيم ، وعلو الدرجة. (وتعريف الخبر باللام) الدال على الانحصار ؛ مثل : حاتم الجواد. فمعنى : (ذلِكَ الْكِتابُ) أنه الكتاب الكامل الذى يستأهل أن يسمى كتابا كأن ما عداه من الكتب فى مقابلته ناقص ، بل ليس بكتاب ...
______________________________________________________
أى من حيث إن اسم الإشارة موضوع للمشاهد المحسوس ، وقوله" والتوسل إلخ" أى باعتبار أن اللام للبعد ، وقوله" الدال .. إلخ" صفة" لجعل" أو" ولذلك" وهو الأقرب ؛ لكن الأول أليق بقول الشارح والتوسل إلخ إذ لو كان صفة لذلك لكان المناسب أن يقول الدال على كمال العناية بتمييزه ، وعلى البعد المتوسل به إلى التعظيم (قوله : التوسل) عطف على كمال العناية ، أى الدال على كمال العناية بتمييزه ، والدال على التوسل إلى التعظيم وعلو الدرجة ؛ بسبب بعده أى دلالته على البعد ، فكأنه فى مرتبة لا يشار إليها إلا من بعد (قوله : الدال على الانحصار) أى لأن تعريف الجزأين فى الجملة الخبرية يدل على الانحصار. إما حقيقة ، أو مبالغة ، فالأول : نحو قولك : " الله الواجب الوجود" والثانى : كما مثل الشارح بقوله : " حاتم الجواد" أى لا جواد إلا حاتم إذ جود غيره بالنسبة إلى جوده كالعدم (قوله : فمعنى" ذلك الكتاب") أى المراد منه أنه إلخ أو معناه حقيقة أنه الكتاب لا سواه ؛ لكنه غير مراد ؛ لأنه باطل. وقوله : " الكامل" أى فى الهداية (قوله الذى يستأهل) بالهمزة أى يستحق. وفى الصحاح يقال : فلان أهل لكذا ، ولا يقال" مستأهل" والعامة تقوله ، لكن العلامة الزمخشرى قد صحح هذه العبارة فى الأساس.
(قوله : كأن ما عداه من الكتب) أى السماوية. (وقوله : ناقص) أى عن درجته ، وهذا إن لوحظ أنّ المحضور الكتاب الكامل ، وقوله بل ليس بكتاب ، أى ولو كان ذلك الغير كتابا كاملا فى نفسه ، وهذا المعنى إن لوحظ أن المحصور أصل الكتاب ، وقد يقال إن المناسب لملاحظة كون المحصور الكتاب الكامل حذف الكأنية. ويقول : وأن من عداه من الكتب فى مقابلته ناقص وأجيب بأنه أتى بها إشارة إلى أن المقصود من حصر الجنس الدلالة على كماله فيه ، لا التعريض بنقصان غيره ؛ لما ذكروه من أن الحصر فى