لأن الوصل يقتضى مغايرة ومناسبة (وإلا) أى : وإن لم يكن بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام ، ولا كمال الاتصال ، ...
______________________________________________________
كمال الاتصال ؛ فلأن العطف فيها لشدة المناسبة بين الجملتين بمنزلة عطف الشىء على نفسه ولا معنى له ضرورة ، ولا يقال : إن هذا يقتضى أنه لا يصح ، أو لا يحسن العطف التفسيرى بالواو فى المفرد مع أنه شائع حسن ؛ لأنا نقول حسنه ممنوع عند البلغاء وشيوعه إنما هو فى عبارات المصنفين لا فى كلامهم ، أو يقال إن الواو فى العطف التفسيرى غير مستعملة فى العطف ، بل هى مستعارة لمعنى حرف التفسير ، وأما فى الحالة الثالثة والرابعة وهما شبه كمال الانقطاع وشبه كمال الاتصال فظاهر مما ذكرنا فى الأولى والثانية ؛ لأن شبيه الشىء حكمه حكم ذلك الشىء (قوله : لأن الوصل يقتضى مغايرة ومناسبة) أى مغايرة من جهة ومناسبة من جهة فباقتضائه المغايرة لا يناسب كمال الاتصال ولا شبهه ، وباقتضائه المناسبة لا يناسب كمال الانقطاع ولا شبهه فهى علة موزعة ، والحاصل أنه باقتضائه المغايرة تعين الفصل عند وجود كمال الاتصال وشبهه لعدم المناسبة فيهما ، فلو عطف بالواو لحصل التنافى بين ما تقتضيه الواو من المناسبة وما بين الجملتين من كمال الاتصال أو شبهه ، ولكان بمنزلة عطف الشىء على نفسه وباقتضائه المناسبة تعين الفصل عند وجود كمال الانقطاع وشبهه ؛ لعدم المناسبة فيهما فلو عطف بالواو لحصل التنافى بين ما تقتضيه الواو من المناسبة وما بين الجملتين من كمال الانقطاع أو شبهه بقى شىء آخر ، وهو أن قول المصنف فكذلك يتعين الفصل فيه إشكال بالنسبة إلى كمال الانقطاع باعتبار إحدى الصورتين الداخلتين تحت قوله" وإلا" وهى ما إذا كان للأولى حكم قصد إعطاؤه للثانية ؛ وذلك ؛ لأنه يلزم دون فوات المقصود فى هذه الصورة ؛ لأنه إذا وجب الفصل مراعاة لكمال الانقطاع فات الحكم الذى قصد إعطاؤه ، ولم روعى كمال الانقطاع دون قصد إعطاء الحكم لكن ذكر العلامة عبد الحكيم : أنه فى هذه الحالة يجب مراعاة الأمرين ، فيتعين الفصل مراعاة لكمال الانقطاع ، ويراعى قصد إعطاء الحكم فيصرح بذلك الحكم مع ترك العاطف ، ففى نحو" يأتيك زيد يوم الجمعة أكرمه" يقال أكرمه فيه وحينئذ فلا إشكال.