(وتقع هل البسيطة فى الترتيب بينهما) أى : بين ما التى لشرح الاسم ، والتى لطلب الماهية ؛ ...
______________________________________________________
قال لمن حوله ألا تستمعون؟ يعنى أنا سألته عن حقيقته ، فأجابنى بصفاته فلم يتعرض موسى عليهالسلام لخطابه هذا ، بل ذكر صفات أبين حيث قال (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)(١) لعله ينتبه فلم ينتبه فنسب فرعون ـ لعنة الله عليه موسى ـ عليهالسلام ـ إلى الجنون وقال على وجه الاستهزاء (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ)(٢) فذكر موسى ـ عليهالسلام ـ ثالثا صفات أبين بقوله رب المشرق والمغرب وما بينهما ، وقال عقبه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ*) فأشار إلى أن السؤال عن حقيقة الرب ليس من دأب العقلاء. اه كلامهم.
قال الشيخ يس : وهل يؤخذ من كلامهم هذا أن كل بسيط لا يسأل عن حقيقته ـ اه والظاهر أنه كذلك.
(قوله : وتقع هل البسيطة) أى : وهى التى يطلب بها نفس وجود الشىء أى : ويقع السؤال بهل البسيطة بين السؤال بما التى لشرح الاسم وبين التى لطلب الماهية (قوله : فى الترتيب) أى : فى حال الترتيب أى : ترتيب الطلب (قوله : أى بين ما التى لشرح الاسم والتى لطلب الماهية) أى : لطلب شرحها وبيانها لما علمت أن قول المصنف أو ماهية المسمى عطف على الاسم ويحتمل أنه عطف على شرح ويدل له ما هنا ، واعلم أن مقتضى الترتيب الطبيعى وقوع هل المركبة بعد ما التى لطلب شرح الماهية كما مر ، ولذا يقال : إن هل تقع بين ماءين وما تقع بين هلين ، وقد أسقط المصنف والشارح هذه المرتبة فيقال مثلا أولا ما العنقاء؟ ثم ثانيا هل هى موجودة ، ثم ثالثا ما هى ماهيتها؟ وحقيقتها فإذا عرفت الحقيقة قلت رابعا هل العنقاء دائمة ، وكذا تقول ما البشر؟ فتجاب بإنسان ، ثم تقول هل موجود أولا؟ فتجاب بموجود ، ثم تقول ما ماهيته وحقيقته؟ فتجاب بحيوان ناطق ، ثم تقول هل يمشى على أربع أو على رجلين؟ ونحو ذلك من الأحوال العارضة.
__________________
(١) الشعراء : ٢٦.
(٢) الشعراء : ٢٧.