يعنى أن مقتضى الترتيب الطبيعى أن يطلب : أولا : شرح الاسم ، ثم وجود المفهوم فى نفسه ، ثم ماهيته وحقيقته ؛ لأن من لا يعرف مفهوم اللفظ استحال منه أن يطلب وجود ذلك المفهوم ، ومن لا يعرف أنه موجود استحال منه أن يطلب حقيقته وماهيته ؛ ...
______________________________________________________
(قوله : يعنى أن مقتضى الترتيب الطبيعى) أى : العقلى نسبة للطبع بمعنى العقل ، إذ هو المراعى للمناسبات والترتيب الطبيعى هو أن يكون المتأخر متوقفا على المتقدم من غير أن يكون المتقدم علة له كتقدم المفرد على المركب والواحد على الاثنين ووجه كون ما ذكره المصنف مقتضى الترتيب الطبيعى أن مقتضى الطبع أى : العقل المراعى للمناسبة أن الشخص إذا سمع اسما ولم يعرف أن له مفهوما طلب له مفهوما على وجه الإجمال ، ثم إذا وقف على مفهومه طلب وجوده لاستحالة طلب وجود مفهوم اللفظ قبل العلم بأن له مفهوما إذ لعله مهمل ، ثم إذا علم وجوده طلب تفصيل ذلك المفهوم بالحد المتضمن للجنس والفصل ، وإذا علم تفصيل ذلك المفهوم سأل عن أحوال العارضة له كدوامه ؛ لأن العلم بدوام ذلك الشىء يستدعى سبق العلم بحقيقته ـ كذا قيل.
قال السبكى : ولا يخلو عن نظر ؛ لأنه إذا كان السؤال عن الدوام يستدعى سبق علم الماهية فالسؤال عن الوجود كذلك ، وحينئذ فلا فرق بين هل البسيطة والمركبة نظرا لذلك التعليل ـ ا. ه.
وقد يقال : إن وجود الشىء عينه بخلاف الدوام ، وحينئذ ففرق بينهما ـ تأمل.
(قوله : شرح الاسم) أى : بيان مفهومه الإجمالى ، وقوله ثم وجود المفهوم أى : ثم يطلب بهل وجود ذلك المفهوم ، وقوله : ثم ماهيته أى : ثم يطلب بيان ماهيته بما الثانية وقوله : لأن من لا يعرف مفهوم اللفظ أى : الإجمالى علة لكون مقتضى الترتيب العقلى ما ذكر ، وقوله استحال منه أن يطلب وجود ذلك المفهوم أى : الإجمالى وذلك الاحتمال أن يكون اللفظ المسموع مهملا ، وقوله استحال منه أن يطلب حقيقته أى : التفصيلية (قوله : لأن من لا يعرف مفهوم اللفظ) أى : مفهومه من حيث إنه مدلول اللفظ استحال منه أن يطلب وجوده ، فاندفع ما يقال : إن ما ذكر من استحالة طلب