وقد اعتبر فى هذه شيئان غير الوجود ، وفى الأولى شىء واحد ؛ فكانت مركبة بالنسبة إلى الأولى ، وهى بسيطة بالنسبة إليها ...
______________________________________________________
لأنه رابطة بين المحمول والموضوع ، وبهذا كله اندفع ما أورد على قول المصنف فى تعريف البسيطة وهى التى يطلب بها وجود الشىء من أن المركبة كذلك ، وحينئذ فالتعريف غير مانع ومحصل الجواب التفرقة بين الوجودين المطلوبين بهما (قوله : وقد اعتبر فى هذه) أى : المركبة شيئان حيث استفهم بها عن الثبوت الحاصل بين شيئين هما الموضوع والمحمول كالحركة والدوام وقوله غير الوجود أى : المضاف للمحمول وهو النسبة وقوله فى الأولى أى : البسيطة شىء واحد هو الموضوع كالحركة ؛ وذلك لأنها استفهم بها عن الثبوت الحاصل بين الشىء ووجوده وهما كالشىء الواحد ؛ لأن الوجود عين الموجود على ما فيه فهذه قد استفهم بها عن ثبوت بسيط والثانية عن ثبوت مركب ، والحاصل أن كلا من البسيطة والمركبة داخل على جملة مشتملة على ثلاثة أجزاء الموضوع والمحمول كدوامه فى الثانية ، ووجوده فى الأولى ونسبة وهى وجود المحمول للموضوع أى : ثبوته له كثبوت الدوام للحركة فى مثال المركبة وثبوت الوجود أى : التحقق فى الخارج للحركة فى مثال البسيطة ، ولما كان المحمول غير الموضوع فى المركبة كان الثبوت المستفهم عنه بها الرابط بينهما مركبا ، ولما كان الوجود الواقع محمولا عين الوجود الواقع موضوعا فى مثال البسيطة صار الثبوت المستفهم عنه بها الرابط بينهما بسيطا ، فإن قلت حيث كانت الجملة التى تدخل عليها البسيطة لا بد فيها من نسبة هى ثبوت المحمول للموضوع كان على الشارح أن يقول وقد اعتبر فى الأولى شىء واحد غير الوجودى أى : المضاف للمحمول كما قال فى المركبة قلت : فى كلامه حذف من الثانى لدلالة الأول ـ كذا قرر شيخنا العدوى عليه سحائب الرحمة والرضوان ـ ، وحاصله أنه إذا نظر لغير الوجود الواقع رابطة فى الأمرين كان المعتبر فى أولهما شيئا واحدا وهو الحركة ، وفى ثانيهما شيئين هما الحركة ودوامها وإن اعتبر الوجود الواقع رابطة فى الأمرين كان المعتبر فى الأول شيئين ، وفى الثانى ثلاثة وعلى كل حال ، فالاعتبار فيه بساطة بالنسبة إلى الثانى بمعنى قلة المعتبر وكثرته