أولا موجودة (ومركبة ؛ وهى التى يطلب بها وجود شىء لشىء) أو لا وجوده (كقولنا : هل الحركة دائمة) أو لا دائمة ، فإن المطلوب وجود الدوام للحركة ، أو لا وجوده لها ، ...
______________________________________________________
لا موجودة أى : أو ليست ثابتة فى الخارج ، بل هى أمر اعتبارى وهمى (قوله : أو لا موجودة) فيه أن هذا ينافى ما تقرر بينهم من أن هل لا تدخل على منفى ، وإن كانت لطلب التصديق مطلقا إيجابيا أو سلبيا على ما مر ، وأجيب بأنه ليس مراد الشارح أنه يفرد هذا السلب بالسؤال بأن يقال هل الحركة لا موجودة ، بل قصده بيان أن ذلك السؤال إذا وقع على وجه الإيجاب كان المراد منه طلب بيان أحد الأمرين إما الإيجاب أو السلب ، وبعض الأفاضل حمل النفى فى قولهم : هل لا تدخل على نفى على النفى البسيط ، وقولنا هل الحركة لا موجودة معدولة ، وبعضهم قال : إنها لا تدخل إلا على موجب والسلب فى قولنا : هل الحركة موجودة أو غير موجودة معطوف على هل الحركة موجودة ، فصدق أنها لم تدخل إلا على موجب ؛ لأنه يعم ما عطف عليه سلب. ا ه يس.
(قوله : يطلب بها وجود شىء لشىء) المراد بالوجود هنا الثبوت الذى هو النسبة بخلافه فى الأولى ، فإن المراد به التحقق فى الخارج ، والمراد وجود شىء غير الوجود فخرجت البسيطة والقرينة على ذلك المقابلة ، وإلا فالمطلوب بالبسيطة أيضا وجود شىء هو الوجود لشىء كالحركة (قوله : فإن المطلوب وجود الدوام للحركة) أى : ثبوته لها فطهر مما قلناه أن الوجود نوعان أحدهما رابطى وهو النسبة بين المحمول والموضوع ، وهذا ثابت فى كل قضية ، وهذا هو المراد فى المركبة وغير رابطى وهو ما يكون مطلوبا لنفسه لا للربط ، كما فى قولنا فى البسيطة : هل الحركة موجودة ، فإن الوجود فيه مطلوب لنفسه ، والحاصل أن المركبة وإن شاركت البسيطة فى أنه يطلب بها وجود الشىء كوجود الدوام للحركة فى المثال إلا أنها تخالفها من جهة أن البسيطة يطلب بها وجود نفس الموضوع ، والمركبة يطلب بها وجود المحمول ، وأيضا الوجود فى البسيطة مقصود فى ذاته ؛ لأنه مثبت للموضوع والوجود فى المركبة ليس مقصودا فى ذاته ؛