لأنه الذى يقصد به الدلالة على الثبوت وإبراز ما سيوجد فى معرض الموجود.
(وهى) أى : هل (قسمان : بسيطة ؛ وهى التى يطلب بها وجود الشىء) أو لا وجوده (كقولنا : هل الحركة موجودة) ...
______________________________________________________
مراعاة ما ذكر فى وقت كان بمثابة الأمور الاتفاقية الحاصلة بلا قصد (قوله : لأنه الذى يقصد إلخ) أى : لأنه الذى شأنه مراعاة الاعتبارات وإفادة اللطائف بالعبارات ، فإذا صدر منه مثلا : هل زيد منطلق ، فإنه يقصد به الدلالة على الثبوت والاستمرار ، وقوله : وإبراز عطف على الدلالة أى : ويقصد به إبراز ما سيوجد فى معرض الموجود المناسبين للجملة الاسمية ، وحاصله أنه إذا صدر هذا القول من البليغ كان المنظور إليه معنى لطيفا وهو الاستفهام عن استمرار انطلاق زيد ، وكان الكلام مخرجا على خلاف مقتضى الظاهر ، وهذا من فن البلاغة لإحاطة علمه بما تقتضيه هل من الفعل بخلاف ما إذا صدر من غير البليغ ؛ لأن استعمال اللفظ فى غير موضعه إنما يكون عن جهل لا عن نظر إلى معنى لطيف فيكون هذا القول منه قبيحا ، وعلى فرض أن يقصد نكتة فلا اعتداد بقصده لانتفاء بلاغته (قوله : بسيطة) يطلق البسيط على ما لا جزء له كالجوهر الفرد وعلى ما يكون أقل أجزاء بالنسبة لغيره المقابل له والبساطة بهذا المعنى أمر نسبى ، وهذا المعنى هو المراد هنا ، وبساطة هل وتركيبها بالنظر لما تدخل عليه كالحركة فى البسيطة والحركة والدوام فى المركبة ، وسيأتى إيضاح ذلك.
(قوله : وهى التى يطلب بها وجود الشىء) أى : التى يطلب بها التصديق بوقوع وجود الشىء ليوافق ما مر من أن هل لطلب التصديق أى : بحيث يكون الوجود محمولا على مدخولها كما فى : هل زيد موجود ، وهل النار موجودة ، أى : هل زيد ثبت له الوجود فى الخارج ، وهل النار ثبت لها الوجود والتحقق فى الخارج ، فقد ظهر لك أن المطلوب بها التصديق بوقوع النسبة التى بين الموضوع ووجوده أو بعدم وقوعها ، وأن المراد بالشىء فى كلام المصنف الموضوع ، وبالوجود الواقع محمولا الوجود الخارجى وهو التحقق فى الخارج لا الوجود بمعنى النسبة.
(قوله : هل الحركة موجودة) يقال هذا بعد معرفة الحركة المطلقة وهى خروج الجسم من حيز إلى حيز وقوله موجودة أى : ثابتة فى الخارج ومتحققة فيه ، وقوله أو