(الحامى الذمار) أى : العهد ؛ وفى الأساس : هو الحامى الذمار إذا حمى ما لو لم يحمه ليم وعنف من حماه وحريمه (وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلى) لما كان غرضه ...
______________________________________________________
أو غيره وعرف الجزأين لقصد حصر الجنس مبالغة أى : أنا الطارد لمن يعدو لا غيرى إلا من كان على وصفى (قوله : الحامى) أى : الحافظ والذمار بالنصب على المفعولية وبالجر على الإضافة كالضارب الرجل ، والمراد ذماره (قوله : العهد) هذا معنى الذمار لغة يقال : فلان حمى ذماره أى : وفى بعهده ومعناه عرفا هو ما ذكره الشارح عن الأساس وهو ما يلام الإنسان على عدم حمايته من حماه وحريمه مأخوذ من الذمر وهو الحث ؛ لأن ما تجب حمايته كانوا يتذامرون أى : يحث بعضهم بعضا على الدفع عنه فى الحروب ـ قاله اليعقوبى ، وقال بعضهم : إنما سمى ما ذكر ذمارا ؛ لأنه يجب على أهله التذمير أى : التشمير لدفع العار عنه.
(قوله : من حماه) بيان لما والحمى ما يحميه الإنسان من مال أو نفس أو غيره فعطف الحريم عليه عطف خاص على عام ـ قرره شيخنا العدوى ، وقوله ، ليم : بالبناء للمفعول من الملامة وقوله عنف بالتشديد أى : شدد عليه (قوله : وإنما يدافع إلخ) الواو ليست بعاطفة ؛ لأن الجملة تذييلية والواو فى مثلها اعتراضية وفيها معنى التعليل كأنه قيل أنا الذائد الحامى ؛ لأنى شجاع وطاعن ، قال السيرامى : والقصر فى إنما يدافع محتمل للأقسام الثلاثة بحسب اعتقاد المخاطب وهو مبنى على أن إنما تستعمل فى قصر الأفراد فى الكلام المعتد به (قوله : عن أحسابهم) جمع حسب وهو ما يعده المرء من مفاخر نفسه وآبائه ، والمراد به هنا الأعراض ، وأما النسب فهو الانتساب للأب ـ قاله السيرامى.
(قوله : لما كان غرضه إلخ) حاصله أنه إذا أخر الضمير عن الأحساب بعد فصله كان الضمير محصورا فيه ؛ لأن المحصور فيه يجب تأخيره فيكون المعنى حينئذ لا يدافع عن أحسابهم إلا أنا لا غيرى ، وهذا لا ينافى مدافعته عن أحساب غيرهم أيضا ، ولو أخر الأحساب لكانت محصورا فيها ، وكان الواجب حينئذ وصل الضمير وتحويل الفعل إلى صيغة التكلم فيكون التقدير هكذا : وإنما أدافع عن أحسابهم لا عن أحساب غيرهم ، ولما