القوم حتّاه» ؛ وقيل : العلّة خشية التباسها بالعاطفة ، ويردّه أنها لو دخلت عليه لقيل في العاطفة : «قاموا حتّى أنت ، وأكرمتهم حتّى إياك» بالفصل ، لأنّ الضمير لا يتّصل إلّا بعامله ، وفي الخافضة «حتّاك» بالوصل كما في البيت ، وحينئذ فلا التباس. ونظيره أنهم يقولون في توكيد الضمير المنصوب «رأيتك أنت» ، وفي البدل منه «رأيتك إيّاك» ، فلم يحصل لبس. وقيل : لو دخلت عليه قلبت ألفها ياء كما في «إلي» ، وهي فرع عن «إلى» ؛ فلا تحتمل ذلك. والشرط الثاني خاصّ بالمسبوق بذي أجزاء ، وهو أن يكون المجرور آخرا نحو :
______________________________________________________
القوم حتاه) ، وأيضا يجوز عود ضمير البعض على من يندرج تحت كل متقدم ، مثل : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) [البقرة : ٢٢٨] فإنه يعود على الرجعيات المتدرجات في عموم المطلقات من قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ) [البقرة : ٢٢٨] ، (وقيل العلة : خشية التباسها بالعاطفة ، ويرده أنها) أي : أن حتى العاطفة (لو دخلت عليه) أي : على الضمير (لقيل في العاطفة قاموا حتى أنت ، وأكرمتهم حتى إياك بالفصل) في المثالين (؛ لأن الضمير لا يتصل إلا بعامله) وحتى العاطفة غير عاملة كالواو ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) [الممتحنة : ١] ، (وفي الخافضة حتاك بالوصل كما في البيت ، وحينئذ) يختلف اللفظان (فلا يكون التباس ، ونظيره أنهم يقولون في توكيد الضمير المنصوب : رأيتك أنت) بالإتيان بضمير الرفع المنفصل ، وكان القياس أن يؤكد بالمنصوب المنفصل ، (وفي البدل منه رأيتك إياك) بالإتيان بضمير النصب المنفصل (فلم يحصل لبس) ، وهذا إنما هو على مذهب البصريين ، وأما الكوفيون فيجعلون إياك في المثال الثاني من قبيل التأكيد اللفظي ، وهو ظاهر (وقيل : لو دخلت) حتى (عليه) أي : على الضمير (قلبت ألفها ياء ، كما في إلى) ، حيث تقول : إليك وإلينا وإليه ، (وهي فرع من إلى ، فلا يحتمل ذلك) القلب مع كونها فرعا ، ولم يرد المصنف هذا القول كما رد الأولين ، كأن هذا من قبيل المرتضى عنده ، وقد يقال : غايته أن لا يرتكب التغيير بالقلب ؛ لأجل الفرعية ، ولا يلزم من ذلك امتناع دخولها على المضمر مع بقاء ألفها بدون قلب ، لكن قال ابن الحاجب : حكمة ترك استعمال المضمر بعد حتى أنها لو دخلت عليه ، فقيل : حتاه لأثبتوا مع المضمر ألفا فيما غيروا ألف أمثاله إلى الياء كقولك : إليه وعليه ولديه ، وذلك كل ألف آخر حرف أو اسم غير متمكن اتصل ، ولو قلبوها ياء لخالفوا القاعدة الأصلية في أن المضمر لا يغير الكلمة من غير حاجة ، وهنا لا حاجة لاستغنائهم عن حتى بإلى ، وحاصله أنه لما كان كل من قلب الألف وإقرارها ملزوما لمخالفة قاعدة طرحوه ، فلم يدخلوها على المضمر.
(والشرط الثاني خاص بالمسبوق بذي أجزاء ، وهو أن يكون المجرور) بحتى (آخرا نحو :