وإذا وقعت بعد «تقول» و «قيل» فعل مسند للضمير حكى الضمير ، نحو : «تقول استكتمته الحديث ، أي : سألته كتمانه» ، يقال ذلك بضمّ التاء. ولو جئت بـ «إذا» مكان «أي» فتحت التاء فقلت : «إذا سألته» لأن «إذا» ظرف لـ «تقول» ، وقد نظم ذلك بعضهم فقال [من البسيط] :
١١٥ ـ إذا كنيت بـ «أي» فعلا تفسّره |
|
فضمّ تاءك فيه ضمّ معترف |
وإن تكن بـ «إذا» يوما تفسّره |
|
ففتحة التّاء أمر غير مختلف |
* * *
______________________________________________________
والمد يقلاه لغة طيء ، وأصل لكنّ لكن أنا فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على نون لكن فتلاقت النونان ، فكان الإدغام وقد مر الكلام على ذلك في إن المكسورة الخفيفة ، ومر أن المصنف اختار أن الهمزة حذفت اعتباطا ، وتقديم المفعول لرعاية القافية ، والمعنى : لكن أنا لا أقليك (وإذا وقعت) أي (بعد تقول وقبل فعل مسند للضمير حكي الضمير) وهو في عبارة المصنف للمتكلم (تقول اسكتمته الحديث أي : سألته كتمانه يقال ذلك بضم التاء) من سألته كما أنها كذلك في استكتمته (ولو جئت بإذا مكان أي : فتحت فقلت : إذا سألته) على الخطاب وإن كان الأول على التكلم (لأن إذا ظرف لتقول) وهو للمخاطب فيكون ما بعده كذلك ، ومن هنا ناقش التفتازاني الزمخشري فإن في «الكشاف» يقال لقيته ولاقيته إذا استقبلته فقال التفتازاني : حق الكلام تقول على لفظ الخطاب أو أي استقبلته بضم التاء وأي المفسرة ، وذلك أنه أريد تفسير الفعل المسند إلى ضمير المتكلم فإن أتى بكلمة أي كان ما بعدها تفسيرا لما قبلها ، فتجب مطابقتهما ويجوز في صدر الكلام ، تقول على الخطاب ويقال على البناء للمفعول وإن أتى بكلمة إذا كان صدر الكلام في موضع الجزاء ، فيجب أن يكون ما بعد إذا على لفظ الخطاب ، أي إذا استقبلته تقول : لقيته ولا يستقيم إذا استقبلته يقال : لقيته إلا إذا قدر أن القائل هو المخاطب لكنها عبارة قلقة إلى هنا كلامه ، وفيه زيادة على ما قاله المصنف (وقد نظم بعضهم ذلك فقال :
إذا كنيت بأي فعلا تفسره |
|
فضم تاءك فيه ضم معترف |
وإن تكن بإذا يوما تفسره |
|
ففتحة التاء أمر غير مختلف) |
كنيت سترت أي أتيت بفعل خفي المعنى ، وقوله بأي يتعلق بمحذوف يدل عليه تفسره ، أي إذا كنيت حال كونك مفسرا بأي فعلا ، ولا يجوز أن يكون فعلا منصوبا بكنيت وبأي يتعلق بتفسره ؛ لما يلزم عليه من الفصل بالأجنبي وتقديم معمول الصفة على الموصوف ، وكلاهما محذور والباء من قوله : وإن تكن بإذا تفسره للمصاحبة لا للآلة ؛ لأن إذا ليست المفسرة وإنما