أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع |
بل هي فيهما كلمتان ، فالتي في الآية هي «أم» المنقطعة و «ما» الاستفهامية ، وأدغمت الميم في الميم للتماثل ؛ والتي في البيت هي «أن» المصدرية و «ما» الزائدة ، والأصل : لأن كنت ، فحذف الجار وكان للاختصار ، فانفصل الضمير ، لعدم ما يتّصل به ، وجيء بـ «ما» عوضا عن «كان» ، وأدغمت النون في الميم للتقارب.
* (إمّا) المكسورة المشدّدة ـ قد تفتح همزتها ، وقد تبدل ميمها الأولى ياء ،
______________________________________________________
أبا خراشة أما أنت ذا نفر |
|
فإن قومي لم تأكلهم الضبع) (١) |
وقد تقدم الكلام عليه في أن المفتوحة الخفيفة (بل هي فيهما) أي : في الآية والبيت (كلمتان ، فالتي في الآية هي أم المنقطعة وما الاستفهامية وأدغمت الميم في الميم للتماثل) ، وقد أسلفنا التنبيه على أن أم الداخلة على الاستفهام لا تسمى متصلة ولا منقطعة ، بل هي حرف لمجرد الإضراب ، وما ذكره المصنف من أن ما استفهامية فيكون ذا بعدها موصولا ليس بمتعين ، لجواز أن يكون مجموع ما ذا كلمة واحدة للاستفهام. (والتي في البيت هي أن المصدرية وما المزيدة والأصل لأن كنت ، فحذف الجار وكان للاختصار ، فانفصل الضمير لعدم ما يتصل به وجيء بما عوضا عن كان وأدغمت النون في الميم للتقارب) ، وقد يناقش المصنف بأن اعترافه بأن أن التي في البيت هي المصدرية مناف لما قدمه من أنها فيه شرطية كما قاله الكوفيون ، اللهم إلا أن يقال أورد الكلام هنا على رأي الجماعة لا على معتقده هو ، والله تعالى أعلم بالصواب.
(إما المكسورة) الهمزة (المشددة) الميم (وقد تفتح همزتها) كقوله :
تلقحها أما شمال عرية |
|
وأما صبا جنح العشي هبوب (٢) |
أنشده ابن عصفور وغيره بفتح الهمزة من أما في الموضعين ، والشمال بفتح الشين المعجمة ، الريح التي تهب من ناحية القطب ، وتلقحها تصلحها وتهيئها للإثمار وعرية بعين مهملة مفتوحة وراء مكسورة على وزن فعيلة أي : باردة ، والصبا والجنح تقدما والهبوب بفتح الهاء الشديدة الهبوب بضمها وهو ثوران الريح.
(وقد تبدل ميمها الأولى ياء) مثناة تحتية مع فتح الهمزة وكسرها كما نص عليه غير واحد ،
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لأبي القمقام الأسدي في خزانة الأدب ١١ / ٨٧ ، والدرر ٦ / ١٢٠ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٠١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٥.