الرابع : أن تكون للتعريف ، نقلت عن طيّىء ، وعن حمير ، وأنشدوا [من المنسرح] :
٦٤ ـ ذاك خليلي وذو يواصلني |
|
يرمي ورائي بامسهم وامسلمة |
وفي الحديث «ليس من امبرّ امصيام في امسفر» كذا رواه النمر بن تولب رضياللهعنه ، وقيل : إن هذه اللغة مختصّة بالأسماء التي لا تدغم لام
______________________________________________________
فإن الجملة الاستفهامية في محل نصب بشعري على أن يكون مصدرا مضافا إلى الفاعل ، أي : يا ليت شعري بهذا الأمر ثابت كما يقوله الرضي ، أو في محل رفع على أنها خبر ليت والشعر بمعنى المشعور كما يقوله ابن الحاجب.
وأما الآية فلا معنى لادعاء الزيادة فيها مع إمكان جعلها متصلة أو منقطعة كما مر ، فلذلك لم يجعل الزيادة ظاهرة فيها كما جعلها في البيت كذلك.
الوجه (الرابع) من أوجه أم : (أن تكون للتعريف نقلت) هذه اللغة عن طيىء وعن حمير وأنشدوا لبعض الشعراء الطائيين :
(ذاك خليلي وذو يواصلني |
|
يرمي ورائي بأمسهم وامسلمة) (١) |
ذو موصول عند أهل هذه اللغة ، وهو هنا بمعنى الذي وامسلمة بفتح السين المهملة وكسر اللام واحدة السلم وهي الحجارة ، وأنشدوا أيضا لبعض طيىء :
إن شمت من نجد بريقا تألقا |
|
تبيت بليل أم أرمد اعتاد أو لقا (٢) |
شمت نظرت ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور ، والغور هنا تهامة وكل ما ارتفع عنها إلى أرض العراق فهو نجد ، وبريقا تصغير برق ، وتألق بلغ والأولق شبه الجنون.
(وفي الحديث : «ليس من امبر ام صيام في أمسفر» (٣) كذا رواه النمر) بفتح النون وسكون الميم ابن تولب بمثناة فوقية مفتوحة فواو ساكنة فلام مفتوحة فباء موحدة. (رضي الله تعالى عنه) قال في «الكاشف» : هو صحابي روى عنه يزيد بن الشخير ولكن لم يسم في الكتابين ، يعني : الصحيحين ، (وقيل : إن هذه اللغة مختصة بالأسماء) أي : تختص بها الأسماء (التي لا تدغم لام
__________________
(١) البيت من البحر المنسرح ، وهو لبجير بن غنمة في الدرر ١ / ٤٤٦ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٥١ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٤٣ ، ولسان العرب ١٢ / ٣٦ (أمم).
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لبعض الطائيين في المقاصد النحوية ١ / ٢٢٢ ، وبلا نسبة في الدرر ١ / ٨٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٤٢.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ١٧٢ (٣٨٧).