٦١ ـ [يا ويحه من جمل ما أشقاه!]
|
|
في كلّ ما
يوم وكلّ ليلاه
|
ومما قد يستشكل
فيه أنه جمع بين متنافيين استطالة الليلة وتصغيرها ، وبعضهم يثبت مجيء التصغير
للتعظيم كقوله [من الطويل] :
٦٢ ـ [وكلّ أناس سوف تدخل بينهم]
|
|
دويهية تصفرّ
منها الأنامل
|
الثالث
: أن تقع زائدة.
ذكره أبو زيد ، وقال في قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ
أَمْ أَنَا خَيْرٌ) [الزخرف : ٥١ ـ ٥٢] : إن التقدير : أفلا تبصرون أنا خير ، والزيادة ظاهرة
في قول ساعدة بن جؤيّة [من البسيط] :
٦٣ ـ يا ليت شعري ، ولا منجى من الهرم
،
|
|
أم هل على
العيش بعد الشّيب من ندم
|
______________________________________________________
وكذا جمع
الليلة على الليالي هو على غير قياس ، قال في العباب : الليل واحد بمعنى الجمع ،
واحدته ليلة مثل تمرة وتمر وقد جمع على ليالي وليائل ، فزادوا في الليالي ياء على
غير قياس ، ونظيره أهل وإهال ، ويقال : كان الأصل فيه ليلاة فحذفت الألف ؛ لأن
تصغيرها لييلية ، وقال الفراء : ليلة كانت في الأصل ليلية ، ولذلك صغرت على لييلية
قال : ومثلها لكيكة للبيضة كانت في الأصل كيكية وجمعها الكياكي. (وقد يستشكل فيه) أي : في بيت المتنبي (أنه جمع بين
متنافيين استطالة الليلة وتصغيرها ، وبعضهم يثبت مجيء التصغير للتعظيم كقوله) أي كقول لبيد رضي الله تعالى عنه :
وكل أناس سوف
يدخل بينهم
|
|
(دويهية تصفر منها الأنامل)
|
يريد الموت
فصغر ؛ لإرادة التعظيم وعليه فيسقط ذلك الإشكال.
الوجه الثالث
من أوجه أم : (أن تقع زائدة ذكره أبو زيد في قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ ٥١ أَمْ أَنَا
خَيْرٌ) [الزخرف
: ٥١ ـ ٥٢] إن التقدير : أفلا تبصرون أنا خير) والظاهر أن هذه الجملة الاسمية استئنافية على تقدير
سؤال ، كأنه لما قال : أفلا تبصرون قدر أنهم قالوا : ما نبصر ، فقال : أنا خير (والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤية) بجيم مضمومة فهمزة مفتوحة فمثناة تحتية مشددة فهاء
تأنيث :
(يا ليت شعري ولا منجى من الهرم
|
|
أم هل على
العيش بعد الشيب من ندم)
|
__________________