أن لا يكون نحو : رجل جاءنى مفيدا للتخصيص لأنه إذا أخر فهو فاعل لفظا لا معنى ؛ استثناه السكاكى وأخرجه من هذا الحكم بأن جعله فى الأصل مؤخرا على أنه فاعل معنى لا لفظا بأن يكون بدلا من الضمير الذى هو فاعل لفظا ، وهذا معنى قوله : (واستثنى) السكاكى (المنكر ...
______________________________________________________
الحكم ، فإنه يدل على أن ما لا يجوز تقديره مؤخرا على أنه فاعل فى المعنى إنما يفيد تقديمه التقوى ، وهذا صادق بالمنكر مثل رجل جاءنى ، إذ لا يمكن تقديره مؤخرا على أنه فاعل معنى ؛ لأنك إذا قلت جاءنى رجل كان رجل فاعلا لفظا مثل : قام زيد ، وحينئذ فمقتضاه أن يكون تقديمه للتقوى فقط لا للتخصيص ، فأخرجه من ذلك الحكم (قوله : أن لا يكون نحو رجل جاءنى) أى : أن لا يكون التقديم فى نحو : رجل جاءنى مفيدا للتخصيص ، ففى الكلام حذف ، والمراد بنحو رجل جاءنى كل منكر إذا أخر كان فاعلا لفظا لا معنى (قوله : فهو فاعل لفظا) أى : ومعنى وقوله لا معنى أى فقط ، فاندفع ما يقال إنه يلزم من كونه فاعلا فى اللفظ أن يكون فاعلا فى المعنى فلا وجه لذلك النفى (قوله : وأخرجه من هذا الحكم) عطف تفسير على قوله استثناه إشارة إلى أن المراد بالاستثناء المعنى اللغوى ، والمراد بالحكم القاعدة من إطلاق الجزء على الكل وهى كل ما لا يجوز تأخيره على أنه فاعل معنى لم يفد تقديمه التخصيص ـ كذا قرر ، ويصح أن يراد بالحكم امتناع التخصيص حيث لم يجز تقدير كونه فى الأصل مؤخرا على أنه فاعل معنى فقط ويقدر ذلك. ا. ه سم.
وإذا خرج المنكر من هذا الحكم كان تقديمه مفيدا للتخصيص (قوله : بأن جعله) أى : بسبب أن جعله وهو متعلق بأخرجه (قوله : على أنه فاعل معنى) أى : فقط (قوله : بأن يكون بدلا إلخ) أى : ولا شك أن البدل من الفاعل فاعل فى المعنى فقط ، فإن قلت على جعل المنكر بدلا من الضمير الواقع فاعلا يلزم عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة وذلك ممنوع ، قلت : أجازوا ذلك فى مواضع منها البدل ك : زره خالدا. (قوله : واستثنى السكاكى المنكر) أى : استثناه من قوله : إن لم يوجد الشرطان فلا يفيد التقديم إلا التقوى ، وأورد عليه أن الاستثناء فرع الدخول وهذا المستثنى غير داخل فى المستثنى