(أو) لكونه (تأكيدا ، نحو : أمس الدابر كان يوما عظيما) فإن لفظ الأمس مما يدل على الدبور ، وقد يكون الوصف لبيان المقصود وتفسيره ...
______________________________________________________
ذلك عند عدم التعين ، وإن صح أن يراد منه المدح أو الذم (قوله : أو لكونه تأكيدا) ليس المراد التوكيد الاصطلاحى لا اللفظى ولا المعنوى ، بل أراد به المقرر وذلك فيما إذا كان المسند إليه متضمنا لمعنى ذلك الوصف ، فيكون ذلك الوصف مؤكدا ومقررا لذلك المسند إليه.
(قوله : أمس الدابر إلخ) أمس مبتدأ مبنى على الكسر ، والدابر نعت مؤكد له مرفوع نظرا للمحل ، وجملة كان خبره (قوله : مما يدل على الدبور) أى : المضى فوصفه بالدابر تأكيد ، ثم إن كان الأمر الواقع فى الأمس مما يسر ، فالغرض من ذلك التأكيد التأسف على ذلك الوصف أعنى الدبور ، والمضى وتمنى بقائه ، وإنه ليته ما دبر ، وإن كان الواقع فيه مما يكدر كان الغرض من ذكره الإشارة إلى الفرح بدبوره ومضيه ، والحاصل أن الوصف بالدبور ونحوه مما هو مؤكد إنما يكون من البلاغة إذا كان لأمر اقتضاه المقام : كالأغراض المذكورة ، وإلا لم يكن من البلاغة فى شىء ـ كذا ذكره شيخنا الحفنى.
(قوله : لبيان المقصود) أى : من المسند إليه ، وقوله : وتفسيره عطف تفسير ـ أفاد به أن المراد ببيان المقصود إفرازه وتمييزه عن غيره ، ثم إن كلام الشارح يقتضى أن الوصف المبين للمقصود مغاير للوصف المؤكد وللوصف الكاشف وللوصف المخصص ، مع أن كلا منها أتى به لبيان المقصود وتفسيره ، فيحتاج إلى الفرق بين الأمور الأربعة ، فالفرق بينه وبين الوصف المؤكد أن المؤكد لا يلاحظ فيه بيان المقصود الأصلى ، بل الملاحظ فيه مجرد التوكيد والتقوية ، فبيان المقصود به حاصل غير مقصود بخلاف هذا الوصف ، فإن الملحوظ فيه بيان المقصود والفرق بينه وبين الكاشف أن الغرض هنا بيان أحد المحتملين للفظ أو المحتملات له بأن يحتمل اللفظ معنيين فأكثر ، فيؤتى بالوصف لبيان المراد من تلك المحتملات كما فى الدابة فى المثال لاحتمالها الفرد والجنس بخلاف الوصف الكاشف ، فإن المقصود به إيضاح المعنى ، لا بيان أحد المحتملات والفرق بينه