المتوقد ، والوصف بعده مما يكشف معناه ويوضحه ، لكنه ليس بمسند إليه ؛ لأنه
مرفوع على أنه خبر إن فى البيت السابق ؛ أعنى قوله :
إنّ الذى جمع
السّماحة والنج
|
|
دة والبرّ والتّقى
جمعا.
|
أو منصوب صفة
لاسم إن ، أو بتقدير : أعنى (أو) لكون الوصف (مخصصا) للمسند إليه مقللا اشتراكه ،
...
______________________________________________________
كالجملة ؛ لأن أل فى الظن للعهد الذهنى ، والمعرف بها كالمعرف بلام الجنس
فى جواز الحالية والصفة فى الجار والمجرور إذا وقع بعدهما (قوله : المتوقد إلخ) كناية عن شدة فهمه فشبهه بالنار المشتعلة (قوله : مما يكشف معناه) أى : باللزوم.
(قوله : لكنه ليس بمسند إليه) أعاده توطئة لما بعده وإلا فقد تقدم ذلك (قوله : لأنه
مرفوع إلخ) لو قال : لأنه خبر إن لكان أخصر لكنه أتى به لمقابلة قوله بعد أو منصوب
صفة لاسم إن أو بتقدير : أعنى. تأمل.
(قوله : على أنه خبر إن) الذى يساعده السوق أن الخبر قوله : بعد عدة أبيات :
أودى فلا
تنفع الإشاحة من
|
|
أمر لمرء
يحاول البدعا
|
فالأولى جعله
منصوبا صفة لاسم إن ، أو بتقدير : أعنى ، كما قال الشارح بعد ذلك إلا أن يجعل قوله
أودى على الإعراب الأول مستأنفا وأودى بمعنى هلك والاشاحة الحذر والبدع جمع بدعة
بمعنى الأمر الغريب ، يعنى لا ينفع طالب الأمور الغريبة كدوام وجود شخص أو غيره
الحذر من أمر كائن لا محالة فيه ، وهو الموت (قوله :
والنجدة) أى : القوة
والشجاعة (قوله : جمعا) توكيد للأربعة قبله ، فهو بمعنى جميعا (قوله : أو مخصصا) الفرق بينه وبين الوصف المبين أن الغرض من المخصص تخصيص
اللفظ بالمراد ، ومن المبين كشف المعنى (قوله : أى
مقللا اشتراكه) أى : مقللا للاشتراك الواقع فيه إذا كان نكرة ، وأراد بالاشتراك هنا
الاشتراك المعنوى ، والمشترك المعنوى : ما وضع لمعنى واحد مشترك بين أفراد فتقول :
رجل تاجر عندنا ، فتاجر قلل الاشتراك فى رجل ؛ لأنه يشمل التاجر وغيره ؛ لأنه
موضوع للذكر البالغ العاقل من بنى آدم وقد اشترك فى ذلك المعنى التاجر وغيره ،
والمراد بتقليل الاشتراك تقليل مقتضى