(قوله (١) :
الألمعىّ الذى يظنّ بك الظن |
|
كأن قد رأى وقد سمعا) |
فالألمعى معناه الذكى ...
______________________________________________________
(قوله : قوله) أى : قول أوس بن حجر ، بفتح الحاء وضمها وسكون الجيم ، فى مرثية فضالة ابن كلدة بفتح فاء فضالة وكسر كاف كلدة وسكون لامه ، أو بفتح الكاف واللام ، وأول هذه المرثية :
أيتها النفس أجملى جزعا |
|
إنّ الذى تحذرين قد وقعا |
إلى أن قال : إن الذى جمع إلخ (قوله : الألمعى إلخ) من المنسرح ، وأجزاؤه مستعلن مفعولات مفتعلن مرتين (قوله : الذى يظن إلخ) هذا تفسير للألمعى باللازم ؛ لأن الألمعى معناه الذكى المتوقد الفطنة ، ومن لوازمه أنه إذا ظن بك ظنا كان ظنه موافقا للواقع ؛ لأن متوقد الفطنة إذا وجه عقله نحو شىء ليختبره أدرك من حاله ما هو عليه ، وكان ظنه لذلك صوابا موافقا للواقع ، كأنه رأى موجبه إن كان من المشاهدات وسمعه إن كان من المسموعات ، فالوصف هنا مبين للموصوف بلازمه (قوله : الذى يظن) يحتمل أن مفعولى يظن محذوفان أى : الذى يظنك متصفا بصفة ويحتمل أنه نزله منزلة اللازم ، وقوله بك : بيان لموضع الظن (قوله : كأن قد رأى إلخ) كأن مخففة من الثقيلة اسمها الشأن ، والجملة حال من فاعل يظن أى : يظن فى حال كونه مشبها للرؤية ، والسمع أى : لذى الرؤية والسمع ، أو للرائى والسامع ، ويصح أن تكون حالا من الظن أى حالة كون ظنه مشابها لرؤية شخص راء وسماع شخص سامع أو صفة للظن أى : ظنا كائنا مثل الرؤية والسمع ، ولا يقال الجار والمجرور بعد المعرفة حال لا صفة :
__________________
(١) من المنسرح ، وهو لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥٣ ، ولسان العرب ١ / ٣٢٤ حظرب ، ٨ / ٣٢٧ (لمع) ، تهذيب اللغة ٢ / ٤٢٤ وديوان الأدب ١ / ٢٧٣ ، وكتاب الجيم ٣ / ٢١٤ ، والكامل ص ١٤٠٠ ، وذيل أمالى القالى ص ٣٤ ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٢٨ ، ولأوس أو لبشر بن أبى خازم فى تاج العروس (لمع) ، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ٥ / ٢١٢ ، والمصباح ص ٢٢. والألمعى : الذكى المتوقد ، والبيت من قصيدة له فى رثاء فضالة بن كلدة الأسدى ، شرح المرشدى ج ١ ص ٧١.