يحتاج إلى فراغ يشغله) فإن هذه الأوصاف مما يوضح الجسم ويقع تعريفا له (ونحوه فى الكشف) أى : مثل هذا القول فى كون الوصف للكشف والإيضاح ، وإن لم يكن وصفا للمسند إليه ...
______________________________________________________
عنها حقيقيا أو اعتباريا أو سلبيا ، والمثال المذكور من القسم الأول عند المعتزلة والحكماء ؛ لأنه حد الجسم الطبيعى عندهم ، وإن قالت المعتزلة : إنه مركب من أجزاء كأهل السنة وقالت الحكماء : من الهيولى والصورة فاندفع بمعنى كون الوصف معرفا اعتراض من قال : إن المعرف مع المعرف مركب تام والموصوف مع صفته مركب ناقص ؛ لأنه تقييدى وبما تقدم من عدم الفرق بين الوصف الواحد ، والأكثر يندفع اعتراض من قال : إن النعت لا يكون إلا مفردا والمذكور متعدد ، وبما تقدم من أن الأحسن اشتمال الوصف على المميز ، والمشترك يندفع اعتراض من قال : إن ذكر العميق كاف فى الكشف فلا حاجة إلى ذكر الطويل العريض ، ثم إن الجسم عند الأشاعرة : المتحيز القابل للقسمة ، وإن لم يكن فيه عرض وعمق فيشمل المركب من جزأين ، وعند المعتزلة ما تركب من ثمانية أجزاء : جزءان للطول وجزءان بجنبهما للعرض وأربعة فوقهما للثخن ، وقيل ما تركب من ستة بأن يوضع ثلاثة على ثلاثة ، وقال النظام : مركب من أجزاء غير متناهية. اه.
(قوله : يحتاج إلى فراغ) خبر عن قوله الجسم ، وفيه أن الاحتياج إلى فراغ ليس خاصا بالجسم الطويل العريض العميق ، بل الجوهر الفرد كذلك مما يحتاج إلى الفراغ خصوصا ، والمعتزلة أصحاب هذا التعريف يعترفون بالجوهر الفرد ويخالفون الحكماء فى إنكاره فلا وجه للتخصيص ، والجواب أنه أراد الاحتياج إلى فراغ ممتد ، ولا يخفى أنه من خصائص الجسم الطبيعى الطويل العريض العميق (قوله : ويقع تعريفا له) أشار بذلك إلى أن المراد بكون الوصف يبين المسند إليه أن يقع تعريفا له (قوله : ونحوه) مبتدأ خبره قوله الآتى (قوله : وإن لم يكن وصفا للمسند إليه) فيه إشارة إلى حكمة فصله عما قبله ، وأيضا فى الفصل تنبيه على التفاوت بينهما فى الكشف فإن الوصف الأول مبين للموصوف بذاتياته ، وأما الوصف هنا فإنه مبين لموصوف بلازمه كما يأتى بيانه