ووقع بأقلام الحظيات على صحائف الصفائح لنصرة الإسلام منثورا ، وهو السلطان الأعظم ، مالك رقاب الأمم ، ...
______________________________________________________
ترشيحا ، ويصح أن تكون الإضافة بمعنى من أى الرميم من الفضائل والكمالات ، وعلى هذا فيكون" الرميم" استعارة للمضمحل من الفضائل ، والكمالات من الميت المتجوز إليه بالرميم عن العظم البالى ، فهو مجاز على مجاز ، وهذا أوفق بقوله : " منشورا" ؛ فإن النشر للميت جميعه لا لعظمه فقط ، ويصح أن يكون من إضافة الصفة للموصوف ، فالرميم استعارة كما مر أو من إضافة المشبه به للمشبه ، وعلى هذا فالرميم حقيقة.
(قوله : ووقع) التوقيع فى الأصل الكتابة أريد بها لازمها وهو التأثير ، وإضافة" أقلام" إلى" الحظيات" من إضافة المشبه به للمشبه أى : الحظيات التى كالأقلام فى التأثير بها ، و" الحظيات" ـ بضم الحاء بعدها ظاء مشالة ثم ياء مشددة ـ جمع حظية بالتصغير سهم صغير قدر ذراع ليس فيه نصل ، فإن كان فيه نصل قيل له : حظوة بفتح الحاء ، وقد تضم ، و" الصفائح" جمع صفيحة ـ بتقديم الفاء ـ سيوف أعدائه العراض ، وإضافة" الصحائف" جمع صحيفة ـ بتقديم الحاء ـ بمعنى الورقة إلى" الصفائح" من إضافة المشبه به للمشبه أى : الصفائح التى كالصحائف بجامع أن كلّا يؤثر فيه غيره ، وقوله : " لنصرة الإسلام" متعلق ب" وقع" ، والمنثور فى الأصل الكلام المكتوب أريد به لازمه وهو التأثير ، والمعنى : أن هذا الممدوح أثّر بالسهام الصغيرة الشبيهة بالأقلام فى سيوف أعدائه العريضة الشبيهة بالأوراق تأثيرات وتكسيرات ككتابة كلام منثور ، واختار الشارح التعبير بالحظيات دون الحظوات ودون السهام ؛ إشارة لقوة ذلك الملك حيث يقمع الأعداء بالسهام الصغيرة التى لا نصل لها ، وتخصيص المنثور بالذكر ؛ لأنه أغلب من النظم ، وهذا الكلام كناية عن إبطال آلات أعدائه وإضعاف قواهم وعزمهم ، وفيه من المبالغة فى مدحه وذم أعدائه ما لا يخفى حيث جعل لأضعف آلاته التأثير فى أقوى آلات أعدائه فما بالك بأقوى آلاته وأضعف آلاتهم ، وبين" الصحائف" و" الصفائح" الجناس المقلوب.
(قوله : السلطان) من السلاطة ، وهى القهر. (قوله : الأعظم) أى : لا وزيره.
(قوله : مالك رقاب الأمم) أى : ذواتهم ، وإنما عبّر ب" الرقاب" ؛ لأن أثر الملك يظهر غالبا فيها