(واستغراق المفرد) سواء كان بحرف التعريف ، أو غيره (أشمل) من استغراق المثنى ، والمجموع ؛ بمعنى أنه يتناول كل واحد من الأفراد ، والمثنى إنما يتناول كل اثنين اثنين ، والجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة (بدليل صحة : لا رجال فى الدار إذا كان فيها رجل أو رجلان دون : لا رجل) فإنه لا يصح إذا كان فيها رجل أو رجلان ؛ ...
______________________________________________________
(قوله : سواء كان بحرف التعريف) أى : سواء كان المفرد ملتبسا بحرف التعريف وهو ما نحن بصدده ، وقوله : أو غيره كحرف النفى فى النكرة ، ولأجل هذا التعميم لم يقل المصنف واستغراق المفرد المحلى باللام (قوله : يتناول كل واحد) أى : سواء كان منفردا أو من أجزاء التثنية أو الجمع ، فالحكم على الواحد يستغرق آحاد التثنية وآحاد الجمع ، وذلك لتركب كل واحد منهما من آحاده وهى جزءان أو أجزاء هى آحاد المفرد التى استقل كل واحد منها بالحكم بخلاف التثنية والجمع ، فالتثنية تتناول كل اثنين اثنين فلا يتسلط الحكم عليه على جزئهما وهو مدلول المفرد والجمع يتناول كل جماعة جماعة فلا يتسلط الحكم عليه على جزئهما الذى هو المفرد ، وإيضاح ذلك أنك إذا قلت : لا رجل فى الدار فقد نفيت الحقيقة باعتبار تحققها فى فرد سواء كان الفرد منفردا أو من أجزاء المثنى أو من أجزاء الجمع ، فلا يصح لك أن تقول حينئذ بعد : بل رجلان أو رجال ، وأما قولك : لا رجلين أو رجال فى الدار فقد نفيت الحقيقة باعتبار تحققها فى اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة ، وهذا لا ينافى وجودها فى فرد باعتبار المثنى أو فرد أو فردين بالنظر للجمع ؛ فتحصل من ذلك أن استغراق المفرد يشمل كل واحد واحد ، واستغراق المثنى يشمل كل اثنين اثنين ولا ينافيه خروج الواحد ، واستغراق الجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة ولا ينافيه خروج الواحد ولا الاثنين (قوله : والمثنى إنما يتناول كل اثنين اثنين) أى : وهذا لا ينافى خروج الواحد (قوله : والجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة) أى : وهذا لا ينافى خروج الواحد والاثنين ، وإنما كان استغراق الجمع يتناول كل جماعة جماعة ؛ لأن الاستغراق عبارة عن شمول أفراد مدلول اللفظ ومدلول صيغة الجمع جماعة ، وكذا يقال فى المثنى (قوله بدليل صحة إلخ) المراد بالصحة الصدق أى : وبدليل صحة كل رجال جاءونى مع تخلف رجل أو رجلين دون كل رجل جاءنى.