والموصول أيضا مما يأتى للاستغراق ؛ نحو : أكرم الذين يأتونك إلا زيدا ، واضرب القائمين إلا عمرا ...
______________________________________________________
(قوله : والموصول أيضا إلخ) من تتمة قوله : ولو سلم إلخ (قوله : مما يأتى للاستغراق) أى : لأن الموصول كالمعرف باللام يأتى لمعان أربعة ، فالأصل فيه العهد والجنس ـ قاله عبد الحكيم. (قوله : نحو أكرم الذين يأتونك إلخ) أى : فالمراد كل فرد من الآنين لك بدليل الاستثناء.
(قوله : واستغراق المفرد أشمل إلخ) هذه مسألة مستقلة وفائدة جديدة لها تعلق بما قبلها ، وحاصلها أن اسم الجنس المفرد إذا دخلت عليه أداة الاستغراق كان شموله للأفراد وتناوله لها أكثر من شمول المثنى والجمع الداخل عليهما أداة الاستغراق ، ومراده بالمفرد ما هو مفرد فى المعنى سواء كان مفردا فى اللفظ أيضا أولا : كالجمع المحلى باللام الذى بطل فيه معنى الجمعية نحو : لا أتزوج النساء ، فإن المراد واحدة من النساء ، والمراد بالجمع ما كان جمعا فى المعنى سواء كان جمعا فى اللفظ أيضا أولا نحو : قوم ورهط ، واعترض بأن هذا منقوض بقولك : لا يرفع هذا الحجر العظيم كل رجال فإنه أشمل من قولك لا يرفعه كل رجل ؛ لأنه يلزم من كونه لا يرفعه الجمع أنه لا يرفعه الواحد بخلاف العكس ، وبقولنا هذا الخبز يشبع كل رجال فإنه أشمل من قولنا : هذا الخبز يشبع كل رجل ؛ لأنه يلزم من كونه يشبع الجمع أن يشبع الواحد بخلاف العكس ، فلا ينبغى أن يطلق القول بأن استغراق المفرد أشمل ، بل تارة يكون استغراقه أشمل وتارة يكون استغراق غيره أشمل كما فى المثالين السابقين ، وأجيب بأن المراد الأشملية بحسب الوضع ، والنظر إلى المدلول المطابقى ، والأشملية فى المثالين المذكورين بالالتزام لأن الحكم على الكل يستلزم الحكم على كل واحد على أن الكلام فى الاستغراق المفاد بالمفرد أو بالجمع ، والمفيد للاستغراق فى المثالين لفظ كل الواقع قبل المفرد وقبل الجمع ، واعلم أن هذا إنما يرد على المصنف بناء على جعل قوله : واستغراق المفرد أشمل ، قضية كلية كما هو المتبادر من كون موضوعها مصدرا مضافا ، أما على جعلها جزئية أى : قد يكون أشمل فلا يتوجه عليه شىء من ذلك.