أى : كل غيب وشهادة ، وعرفى) وهو أن يراد كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف (نحو : جمع الأمير الصاغة ؛ أى : صاغة بلده أو) أطراف (مملكته) ؛ لأنه المفهوم عرفا ، لا صاغة الدنيا ، قيل : المثال مبنى على مذهب المازنى ، وإلا فاللام فى اسم الفاعل عند غيره موصولة ؛ وفيه نظر ؛ ...
______________________________________________________
(قوله : أى كل غيب) أى : كل غائب عنا وكل شهادة أى : كل مشاهد لنا (قوله : بحسب متفاهم العرف) أى : بحسب فهم أهل العرف العام ، وأما ما كان بحسب العرف الخاص فهو داخل فى الحقيقى ـ كما تقدم.
(قوله : الصاغة) أصله صوغة من الصوغ تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، والمراد ببلده بلده التى هو فيها (قوله : أو أطراف مملكته) عبر عن المملكة بتمامها بالأطراف على طريق الكناية ، أو يقال إذا جمع ما فى الأطراف فأولى من كان فى الوسط ومن عنده (قوله : لأنه المفهوم عرفا لا صاغة الدنيا) وذلك لأن العرف لا يحمل الحقيقة على الحقيقة المطلقة ، بل على الحقيقة المقيدة بقيد تقتضيه القرائن الحالية فيكون الحكم فيه على كل فرد من أفراد الحقيقة المقيدة ، لا على كل فرد من أفراد الحقيقة المطلقة كما فى هذا المثال المذكور فإن الصاغة بحسب حقيقتها شاملة لجميع صاغة الدنيا ، لكن القرائن خصتها بصاغة بلد الأمير أو صاغة مملكته ، إذ يعلم العقل أن الأمير لا يقدر على جمع صاغة الدنيا فتعين أن المراد بها الصاغة الموجودة فى بلده أو فى مملكته ، فحيث جمع الأمير صاغة بلده أو مملكته ، وقلنا جمع الأمير الصاغة يكون الاستغراق بحسب جمع الصاغة المخصوصة ، لا الصاغة المطلقة. ا ه. قرمى.
(قوله : على مذهب المازنى) (١) القائل إن أل الداخلة على اسم الفاعل ، واسم المفعول معرفة لا موصولة (قوله : وإلا فاللام إلخ) أى : وإلا نقل : إن المثال مبنى على مذهبه ، بل على مذهب الجمهور فلا يصح ؛ لأن أل الداخلة على اسم الفاعل ، وكذا اسم المفعول عندهم موصولة لا معرفة (قوله : وفيه) أى : فى هذا القيل ـ المفيد أن الخلاف
__________________
(١) هو بكر بن محمد بن حبيبة أبو عثمان المازنى ـ أحد الأئمة فى النحو من أهل البصرة له تصانيف منها" ما تلحن فيه العامة" و" التصريف فى العروض" ـ توفى بالبصرة سنة ٢٤٩ ه. وانظر الأعلام (٢ / ٩٩).