لأن المقام للتكلم) نحو : أنا ضربت (أو الخطاب) نحو : أنت ضربت ، أو الغيبة ، نحو : هو ضرب ؛ لتقدم ذكره ؛ إما لفظا ، أو تحقيقا ، ...
______________________________________________________
وأما تعريفه بالإضمار فلكون المقام للتكلم أو أن الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف ، والجملة هى الجواب والتقدير ، وأما تعريفه فهو حاصل بالإضمار ؛ وقوله لأن المقام علة لمحذوف مأخوذ مما قبله تقديره وتعريفه بذلك ؛ لأن المقام إلخ ـ كذا أجاب بعضهم ، والأحسن ما ذكره عبد الحكيم من أن الفاء عاطفة على محذوف من عطف المفصل على المجمل والأصل ، وأما تعريفه فلإفادة المخاطب أتم فائدة فبالإضمار لكذا وبالعلمية لكذا إلخ ، وحينئذ يندفع الاعتراضان.
(قوله : لأن المقام للتكلم) فإذا قيل : من أكرم زيدا؟ وكنت أنت المكرم له فتقول : أنا ولا تقول : فلان ، وإن كان المكرم له المخاطب قلت أنت وإن كان عمرا الغائب وكان تقدم له ذكر قلت هو ؛ وقوله : لأن المقام للتكلم أى : ولا يشعر بخصوص التكلم ، وكذا الخطاب والغيبة إلا الضمير ، وهذا لا ينافى فى أن الاسم الظاهر يشعر بالتكلم والغيبة والخطاب ، إلا أنه ليس نصا فى ذلك فقول الخليفة أمير المؤمنين : فعل كذا يحتمل التكلم ، ويحتمل الإخبار عن غيره فليس نصا فى التكلم بخلاف أنا ضربت فإنه نص فى ذلك ـ كذا قرر شيخنا العدوى ، وعبارة عبد الحكيم قوله : لأن المقام للتكلم أى : لكون المقام مقام التعبير عن المتكلم من حيث إنه متكلم ، وعن المخاطب من حيث إنه مخاطب ، وعن الغائب من حيث إنه غائب ، فلا يرد أن مقام التكلم متحقق فى قول الخليفة أمير المؤمنين يأمر بكذا مع عدم الإضمار ، وأن الخطاب أعنى توجيه الكلام إلى الحاضر لا يقتضى التعبير بضمير المخاطب كما تقول فى حضرة جماعة كلاما لا تخاطب به واحدا منها ، وأن الغيبة وهى كون الشىء غير متكلم ، ولا مخاطب لا تستدعى الإضمار ، فإن الأسماء الظواهر كلها غيبة (قوله : نحو أنا ضربت) الشاهد فى أنا والتاء وجمع بينهما إشارة إلى أنه لا فرق بين أن يكون الضمير متصلا أو منفصلا ، وكذا يقال فيما بعد (قوله لتقدم ذكره) علة لكون المقام مقام غيبة أى : وإنما كان المقام للغيبة لتقدم ذكره أى ذكر مرجعه (قوله : تحقيقا) نحو : زيد يضرب ، وجاء زيد وهو