أو تقديرا ، وإما معنى ؛ لدلالة لفظ عليه أو قرينة حال ، وإما حكما (وأصل الخطاب أن يكون لمعين) واحدا كان أو أكثر ؛ ...
______________________________________________________
يضحك (قوله : أو تقديرا) نحو : فى داره زيد ، فزيد مبتدأ ورتبته التقدم ، وحينئذ فالمرجع متقدم تقديرا ، ونحو : ضرب غلامه زيد (قوله : لدلالة لفظ عليه) نحو (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(١) فالضمير راجع للعدل المدلول عليه بلفظ الفعل وهو اعدلوا (قوله : أو قرينة حال) كما فى قوله تعالى (فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ)(٢) أى : الميت بقرينة أن الكلام فى الإرث.
(قوله : وإما حكما) كما في : ربه فتى وهو زيد قائم وضمير الشأن فالمرجع متأخر ، لكن فى حكم المتقدم ؛ لأن وضع الضمير أن يرجع لمتقدم ، فإن أخر لغرض التفصيل بعد الإجمال كان فى حكم المتقدم ، واعلم أن الضمير إذا عاد على متقدم : فتارة يعود عليه من كل وجه وهو الغالب ، وتارة يعود عليه باعتبار لفظه ، لا باعتبار معناه نحو : عندى درهم ونصفه أى : ونصف درهم آخر لا الأول الذى أخبرت أنه عندك ، ونحو : باب الاستخدام ، والفرق بين الاستخدام وما قبله أن اللفظ المتقدم فى الاستخدام له معنيان فأكثر ، بخلاف ذاك ، وتارة يعود عليه من أحد وجهيه كقوله تعالى : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ)(٣) فالهاء لا تعود على معمر المذكور ؛ لأن المعمر غير الذى ينقص من عمره ولا باعتبار لفظه ؛ لأنه لا يصح أن يقال : ولا ينقص من عمر معمر آخر ؛ لأن الفساد باق ، ولكن المعمر يدل على الصفة التى هى التعمير وعلى الذات ، فالضمير عائد عليه باعتبار ما يفهمه من الذات والمعنى : ولا ينقص من عمر شخص آخر فهو مثل : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(٤). ا ه. يس.
(قوله : وأصل الخطاب) أى : ضمير المخاطب أى : اللائق به والواجب فيه بحكم الوضع أن يكون لشخص معين واحدا كان أو أكثر ، فالواجب بحكم الوضع أن
__________________
(١) المائدة : ٨.
(٢) النساء : ١١.
(٣) فاطر : ١١.
(٤) المائدة : ٨.