يعنى أن يكون بحيث لا يدعى أحد من المحقين والمبطلين أنه يجوز قيامه به ؛ لأن العقل إذا خلى ونفسه ...
______________________________________________________
على أنه محول عن الفاعل ، فالعيون ليست فاعلا لفجر ، بل للازمه وهو تفجر الذى هو لازم لفجر ؛ لأن مطاوع المتعدى لواحد لازم ، ثم إن جعله تمييز نسبة بهذا الاعتبار مبنى على أن تمييز النسبة لا بد أن يكون محولا ، وأما على القول بعدم الوجوب ، بل ذلك هو الغالب ، فلا يحتاج لذلك التكلف على أن إعراب عقلا وعادة تمييزا ليس بمتعين ، فيصح نصبه بنزع الخافض أى : فى العقل ، أو على أنه مفعول مطلق أى : استحالة عقل ، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه على المفعولية المطلقة ، أو أنه حال ، وعقلا وعادة بمعنى عقلية وعادية ، وقول الشارح أى من جهة العقل : لا يتعين أن يكون إشارة إلى أنه تمييز ، بل يصح أن يكون بيانا لحاصل المعنى فتأمل ذلك.
(قوله : يعنى أن يكون) أى : المسند ، وقوله قيامه به أى : بالمسند إليه المذكور ، وهذا جواب عما يقال إذا كانت الاستحالة عقلا قرينة صارفة عن إرادة الظاهر ، فلم كان قول الدهرى الذى علم حاله : أنبت الربيع البقل حقيقة ، مع أن العقل الصحيح يحيله؟ وحاصل الجواب : أن المراد بالاستحالة التى تكون قرينة الاستحالة الضرورية وهى التى لو خلى العقل مع نفسه أى : من غير اعتبار أمر آخر معه من نظر ، أو غيره لحكم بها ، واستحالة إنبات الربيع البقل ليست كذلك ، بل يحتاج العقل فى الحكم بها لدليل (قوله : المحققين) أى : كأهل السنة ، وقوله : والمبطلين أى : كالدهرية (قوله : لأن العقل) أى : كل عقل بجعل أل استغراقية أو عقل الفريقين من المحققين والمبطلين إذا نظر فى ذلك وتأمل ونفسه أى : من غير اعتبار أمر آخر من نظر أو عادة أو إحساس ، ثم إن هذا تعليل لقوله لا يدعى إلخ أى : لا يدعى أحد جواز ذلك القيام ؛ لأن العقل إذا خلى ونفسه أى : من غير اعتبار أمر آخر من نظر أو عادة أو إحساس أو تجربة يعده محالا وهذا التفسير على نسخة ؛ لأن العقل إلخ ، وفى بعض النسخ : لا أن العقل بحرف النفى عطفا على قوله يعنى أن يكون إلخ أى : إن الاستحالة العقلية التى تكون قرينة للمجاز ما تقدم لا كون العقل إذا خلى ونفسه أى : خلى من منازعة الوهم ، وغلبة الشيطان يعده