يعنى : أن الشيئين اللذين أوقع بينهما نسبة فى الخبر لا بد وأن يكون بينهما نسبة فى الواقع ؛ أى : مع قطع النظر ...
______________________________________________________
وإن طابق حكمه اعتقاده ، وكذلك إذا قاله السنى وإن خالف اعتقاده ، ثم إنه على هذا التعريف لا يخرج خبر الشاك عن الصادق والكاذب ؛ لأن مدلوله أعنى النسبة بمعنى الوقوع أو اللاوقوع إن طابقت الواقع فهو صادق وإلا فكاذب ، فهو لا يخرج عنهما على هذا التفسير بخلافه على التفسير الثانى (قوله : يعنى إلخ) هذا زيادة توضيح للكلام السابق ، وقرر شيخنا العدوى أنه أتى بالعناية ؛ لأن المتبادر من المصنف أن المطابقة معتبرة بين ذات الخبر ونفس الأمر مع أنها إنما تعتبر أولا وبالذات بين حكم الخبر وما فى نفس الأمر ، لكن أنت خبير بأن هذه العناية لا يحتاج إليها بعد تقدير الشارح حكم وتفسيره الواقع بالخارج بمعنى النسبة الخارجية ، والمراد بالشيئين المحكوم عليه والمحكوم به : كزيد والقيام (قوله : وأن يكون) الواو زائدة أى : لا بد من أن يكون ، ومعنى لا بد : لا فرار ، وبد : اسم لا ، والجار المحذوف باطراد مع مجروره متعلق باسم لا وخبرها محذوف (قوله : فى الواقع) أى : فى نفس الأمر ، ولما كان هذا يخرج ما لا ثبوت له فى الواقع ، قال : أى مع قطع النظر عما فى الذهن ، فينبغى أن يكون هذا تفسيرا لقوله فى الواقع ، تفسير مراد لا تقييدا له ، ولما كان هذا أى قوله : مع قطع النظر عما فى الذهن ، قد يخرج نسب القضايا الذهنية المحضة التى لا ثبوت لها إلا فى الذهن لا فى الخارج ، كقولنا : اجتماع الضدين ثابت ، فإن هذه لا يتأتى قطع النظر فيها عن الذهن ؛ لأنه لا تحقق لها إلا فى الذهن لا فى الخارج ، قال وعما يدل عليه الكلام إشارة إلى أن المراد بقطع النظر عما فى الذهن قطع النظر عما يدل عليه الكلام لا مطلقا ، وحينئذ فتدخل الذهنيات المحضة فكأن الشارح قال أى : مع قطع النظر عما فى الذهن من حيث يدل عليه الكلام ، ولا شك أنه إذا قطع النظر عما فى الذهن من تلك الحيثية كان صادقا بما إذا كانت النسبة فى الذهن أو فى الخارج كما فى القضايا الخارجية ، وقرر شيخنا العدوى أن قوله : أى مع قطع النظر. يجوز أن يكون فى معنى المبالغة أى : أن النسبة الخارجية لا بد منها حتى ولو قطع النظر عما فى الذهن أى : هذا إذا لم يقطع النظر عما