وهذا معنى وجود النسبة الخارجية (والخبر ...
______________________________________________________
السنة ، فما معنى نسبتها للخارج وقولهم خارجية ووصفهم لها بالوجود فى قولهم إنها موجودة فى الخارج ، وهل هذا إلا تناف؟ قلت : المراد بوجودها ثبوتها وتحققها والمراد بالخارج الذى نسبت له خارج الأذهان ، وهو نفس الأمر لا خارج الأعيان ، وإلى هذا أشار الشارح بقوله : وهذا معنى إلخ.
(قوله : وهذا معنى إلخ) أى : وما ذكرناه من ثبوت النسبة فى الواقع بين الشيئين المذكورين مع قطع النظر عن الذهن معنى وجود إلخ ، فاسم الإشارة راجع لوجود النسبة فى الواقع بين الشيئين المذكورين مع قطع النظر عن الحاصل فى الذهن ، أى : إن معنى وجود النسبة الخارجية تحققها فى الواقع أى : تحققها فى ذاتها بين الشيئين بقطع النظر عن اعتبار معتبر وفرض فارض ، وليس المراد بوجودها تحققها فى خارج الأعيان بحيث يمكن رؤيتها : كبياض الجسم فمعنى الخارج الذى نسبت إليه النسبة خارج الذهن وهو الواقع ونفس الأمر ، وليس المراد به خارج الأعيان ؛ لأن الخارج يطلق بمعنى الواقع ونفس الأمر أى : نفس الشىء ، وبمعنى الأعيان أى : الأشياء المعينة المشاهدة ، ومعنى وجود الشىء فيها أنه فرد من أفرادها ومعدود منها ، إذا علمت هذا فقولهم النسبة موجودة فى نفس الأمر معناه : أنها متحققة فى نفسها ، بقطع النظر عن اعتبار المعتبر وفرض الفارض ، فهو إظهار فى محل الإضمار ، وإذا قيل : زيد موجود فى خارج الأعيان ، فمعناه أنه من جملة الأمور المعينة المشاهدة التى يمكن رؤيتها.
واعلم أن الموجود أى : المتحقق فى خارج الأذهان أعم من الموجود ، أى : المتحقق فى خارج الأعيان ؛ لأن الأول إما أن يصل لمرتبة المشاهدة فيكون موجودا فى خارج الأعيان أيضا أو لا ، فيكون موجودا فى خارج الأذهان فقط ، فزيد يصدق عليه أنه موجود فى خارج الأذهان والأعيان ، والنسبة الخارجية يصدق عليها أنها موجودة فى خارج الأذهان لا فى خارج الأعيان ؛ لأن لها تحققا فى نفسها ، لكن لم تصل لمرتبة المشاهدة ، وأن الاعتباريات قسمان : قسم لا تحقق له فى نفسه ، بل هو أمر توهم محض يحصل بمجرد اعتبار المعتبر وفرض الفارض ، وهذا لا تحقق له لا فى خارج الأذهان ولا