ألا ترى أنك إذا قلت : زيد قائم ـ فإن القيام حصل لزيد قطعا ، سواء قلنا إن النسبة من الأمور الخارجية ، أو ليست منها ؛ ...
______________________________________________________
ذاك ، إذ هذا إنما يظهر فى الحملية (قوله : ألا ترى إلخ) هذا استدلال على النسبة الخارجية.
(قوله : فإن القيام حاصل لزيد) يحتمل أن المراد حاصل له فى الواقع إذا كان الكلام صادقا ، وفى الكلام حذف شىء يتم به البيان والتقدير حاصل لزيد قطعا أو ليس بحاصل له قطعا ، وحصوله وعدم حصوله فى الواقع هو النسبة الخارجية التى تعتبر المطابقة بينها وبين النسبة المفهومة من الكلام ، وقوله : قطعا ، أى : وإن قطعت النظر عن إدراك الذهن فليس القطع بمعنى الجزم ، وهذا الاحتمال هو المناسب لسياق الكلام ويحتمل أن المراد ، فإن القيام حاصل لزيد أى بمقتضى دلالة الكلام لا بالنظر للواقع من كونه صادقا أو كاذبا لأن الكلام يدل على تحقق النسبة وحصولها فى الخارج ، وأما احتمال الكذب فهو عقلى لا مفهوم للفظ (قوله : سواء قلنا إلخ) هذا تعميم فى قوله : فإن القيام حاصل لزيد قطعا ، وهذا التعميم زيادة فائدة ولا دخل له فى الاستدلال المشار له بقوله ألا ترى إلخ.
(قوله : من الأمور الخارجية) أى : بناء على مذهب الحكماء من أن الأعراض النسبية لها وجود أى تحقق فى الخارج ، أى : خارج الأعيان يمكن رؤيتها ، وقوله أو ليست منها أى : من الأمور الخارجية ، بل من الأمور الاعتبارية كما يقوله أهل السنة فإنهم يقولون : إن الأعراض النسبية أمور اعتبارية لا تحقق لها فى خارج الأعيان ، بل فى خارج الأذهان ؛ لأن لها تحققا فى نفسها ، لكنها لم تصل لمرتبة المشاهدة بالبصر ، بل ذكر بعضهم أنه لا ثبوت لها فى نفسها ، بل فى الذهن فقط ، فإن قلت : حيث كانت الأمور الاعتبارية لا وجود لها فى خارج الأعيان ، بل ولا فى خارج الأذهان على هذا القول ، فما الفرق بين الصادق منها والكاذب؟ قلت : الفرق أن الاعتبار الكاذب لا مستند له ، بل هو أمر ينتزعه الذهن كبخل الكريم وكرم البخيل ، والاعتبار الصادق يستند للأمور الخارجية : كأبوة زيد لعمرو ، فإن قلت إذا كانت النسبة أمرا اعتباريا على ما يقوله أهل