عطف على قوله : هو ، والضمير فى منه عائد إلى أعلى ؛ يعنى : أن الأعلى مع ما يقرب منه ؛ كلاهما حد الإعجاز ؛ وهذا هو الموافق لما فى المفتاح ...
______________________________________________________
المقامات التى يتوقف عليها الإتيان بكلام هو فى الطرف الأعلى فأمر آخر لا يتعلق بعلم البلاغة ولا يستفاد منه.
سلمنا أن علم البلاغة متكفل بالاطلاع المذكور ، فلا نسلم أن من أتقن علم البلاغة يحيط به ؛ لأن الإحاطة بهذا العلم لغير علام الغيوب ممنوعة ، سلمنا الإحاطة به ، فلا نسلم أن من أتقن علم البلاغة وأحاط به يجوز أن يراعى هذين الأمرين حق الرعاية ، إذ كثير من مهرة هذا الفن تراه لا يقدر على تأليف كلام بليغ ، فضلا عما هو فى الطرف الأعلى كالقرآن (قوله : عطف على قوله هو) أى : من عطف المفردات (قوله : مع ما يقرب منه) جعل الواو بمعنى : مع ، وهو حل معنى لا حل إعراب ، وإلا نافى كونها عاطفة ، وفى إيراد كلمة مع موقع الواو إشارة إلى اعتبار العطف مقدما على الإخبار ليصير المحكوم عليه بحد الإعجاز كليهما لا كل واحد منهما ؛ لأن المقصود تعيين مرتبة الإعجاز فى نفسه لا بيان ما يصدق عليه.
(قوله : كلاهما حد الإعجاز) أتى بقوله كلاهما جوابا عما يقال : إن حد مفرد ، فلا يصح الإخبار به عن الأعلى وما يقرب منه ، وحاصل الجواب أن قوله حد الإعجاز : خبر عن محذوف تقديره كلاهما ، والجملة خبر عن الأعلى وما يقرب منه (قوله : وهذا) أى : الإعراب هو الموافق لما فى المفتاح من أن البلاغة تتزايد إلى أن تبلغ إلى حد الإعجاز ، وهو الطرف الأعلى وما يقرب منه أى : من الطرف الأعلى ، فإنه وما يقرب منه كلاهما حد الإعجاز ، لا هو وحده. كذا فى شرحه ، وموافق أيضا لما فى نهاية الإعجاز للرازى من أن الطرف الأعلى وما يقرب منه هو المعجز ، ولا يخفى أن بعض الآيات أعلى طبقة من البعض ، وإن كان الجميع مشتركا فى امتناع معارضته ، ولا شك أن هذا تصريح بما ذكره الشارح من الإعراب الذى ألهمه بين النوم واليقظة ، كما فى المطول ، واعترض على هذا الإعراب من جهة اللفظ ومن جهة المعنى ، أما الاعتراض من جهة اللفظ : فبأنه يلزم عليه توسط المعمول بين أجزاء عامله إذ الصحيح أن المبتدأ عامل