كقوله : وتسعدنى فى غمرة بعد غمرة (سبوح) أى : فرس ...
______________________________________________________
(قوله : كقوله) أى : قول أبى الطيب أحمد المتنبى من قصيدة يمدح بها سيف الدولة ابن حمدان وأولها (١) :
عواذل ذات الخال فىّ حواسد |
|
وإنّ ضجيع الخود منّى لماجد |
يردّ يدا عن ثوبها وهو قادر |
|
ويعصى الهوى فى طيفها وهو راقد |
متى يشتفى من لاعج الشّوق فى الحشا |
|
محبّ لها فى قربه متباعد |
ألحّ علىّ السّقم حتى ألفته |
|
وملّ طبيبى جانبى والعوائد |
أهمّ بشىء والليالى كأنّها |
|
تطاردنى عن كونه وأطارد |
وحيد من الخلّان فى كلّ بلدة |
|
إذا عظم المطلوب قلّ المساعد |
(قوله : وتسعدني) من الإسعاد وهو الإعانة والتخليص قيل : إن المعنى هنا على المضى. أى : أسعدتنى ؛ لأنه أراد الإخبار عما صدر منها فى بعض الحروب ، لكنه عدل إلى المضارع استحضارا للصورة الغريبة. أى : صورة الإسعاد ، ولكن الأقرب أن يراد الاستمرار التجددى بقرينة المقام (قوله : فى غمرة) أى : من غمر. والغمرة ما يغمرك من الماء ، والمراد هنا الشدة فهو من ذكر الملزوم وإرادة اللازم (قوله : أى فرس) أشار الشارح إلى أن سبوحا : صفة لمحذوف ، وإنما لم يقل سبوحة مع أن الموصوف مؤنث ، ولذا
__________________
(١) الأبيات من الطويل وهى فى ديوانه ١ / ٣٩٣ ، وبيت الشاهد فى معاهد التنصيص ١ / ٥٨ ، وبلا نسبة فى تاج العروس ٦ / ٤٥٢ (سبح) ، والإشارات والتنبيهات ١٣. والغمرة : الشدة. والسبوح : السريعة. والشواهد : العلامات.