من قدم ...
______________________________________________________
بالإضافة ، فيقال : مقدمة علم ، ومقدمة كتاب ، ومقدمة الدليل ، ومقدمة القياس ، فهذا وضع ثالث إذا علمت هذا فقول الشارح والمقدمة : أى : ولفظ المقدمة من حيث هى لا بقيد كونها مقدمة هذا المختصر ، ولذلك أظهر مع أن المقام للضمير. وقوله : مأخوذة.
أى : منقولة من مقدمة الجيش. أى : من لفظ مقدمة الذى مدلوله الجماعة المتقدمة من الجيش أو مستعارة منها. وقوله : للجماعة. أى : الموضوعة للجماعة المتقدمة منها. أى :من الجيش والمناسب منه ، ولكنه أنث باعتبار أن الجيش طائفة.
(وقوله : من قدم) اللازم إما خبر لمبتدأ محذوف. أى : وهى أى مقدمة الجيش مأخوذة. أى : منقولة من قدم اللازم. أى : من اسم فاعل قدم اللازم لما علمت أن مقدمة الجيش منقولة من مقدمة الوصف المأخوذة من قدم اللازم ، أو أنها حال أى حال كون مقدمة الجيش مأخوذة من قدم اللازم. أى : منقولة من اسم فاعل قدم اللازم ففى كلام الشارح إشارة مراتب النقل على هذين الاحتمالين ، أو أنه خبر ثان للمقدمة. أى : والمقدمة مأخوذة. أى : منقولة من مقدمة الجيش ومشتقه من قدم اللازم. أى : من مصدره ، وهذا باعتبار الأصل الأصيل وهو الوصف ؛ لأن الاشتقاق إنما هو معتبر فيه.
كذا قرر شيخنا العلامة العدوى ، وذكر العلامة عبد الحكيم أن قوله : المقدمة مأخوذة من مقدمة الجيش لم يرد به أنها منقولة أو مستعارة من مقدمة الجيش ؛ لأنه لا معنى لنقل اللفظ المفرد عن المضاف واستعارته منه ، إذ لا بد من اتحاد اللفظ فيهما. أى : فى المنقول عنه وإليه ؛ ولأنه لم يبين معنى لفظ المقدمة حتى يقال : إنها بذلك المعنى منقولة أو مستعارة ، بل مراده أن لفظ المقدمة مأخوذ من مقدمة الجيش بقطع النظر عن الإضافة ، وحينئذ فمعناها المتقدمة ، وإنما لم يقل من أول الأمر والمقدمة مأخوذة من قدم بمعنى تقدم ؛ لأن التحقيق أن استعمال المشتق منه لا يكفى فى أخذ المشتق ما لم يرد الاستعمال به ، وإطلاق المقدمة على الجماعة المتقدمة من الجيش. باعتبار معناها الوضعى ، ويدل عليه إيرادها فى الأساس فى الحقيقة ، حيث قال قدمته فتقدم بمعنى تقدم ، ومنه مقدمة الجيش. انتهى كلامه.