للتعظيم ، أو للتقليل مما لا ينبعى أن يقع بين المحصلين. والمقدمة مأخوذة من مقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منها ؛ ...
______________________________________________________
التعريف (قوله : للتعظيم) أى : كما قال الزوزنى (١) : نظرا لكون ما فيها من المعانى عظيما (وقوله : أو التقليل) أى : كما قال غيره نظرا لقلة ألفاظها ، وهذا الخلاف لا طائل تحته على أنه يصح اعتبارهما معا بالاعتبارين المذكورين.
بقى شيء آخر وهو أن المقابلة فى كلامه لا تحسن ؛ لأن الذى يقابل التعظيم إنما هو التحقير لا التقليل ، كما أن الذى يقابل التقليل التكثير لا التعظيم ، فكان الأولى أن يقول للتعظيم أو التحقير أو للتكثير أو التقليل ، وأجيب بأن فى العبارة احتباكا ، فحذف من الأول التكثير بدليل ما أثبته فى الثاني ، ومن الثانى التحقير بدليل ما أثبته فى الأول ، أو يقال : إنه أراد بالتقليل التحقير تسمحا. (قوله : مما لا ينبغي) أى : لأنه لا يتعلق به غرض ؛ لأن نسبة مقدمة كل فن وكل كتاب إليه لا تتفاوت ، بحيث يكون مقامها بالنسبة إليه تارة عظيما وتارة حقيرا ، فلا يتشوف إلا لوجودها لا لكونها عظيمة أو حقيرة ، وكتب بعضهم قوله : مما لا ينبغى أن يقع بين المحصلين. أى : لمهمات العلوم هممهم عن الاشتغال بمحقراتها وكلامه صالح للتعريض فتدبر. (قوله : والمقدمة إلخ) اعلم أن قدم تارة يستعمل لازما وتارة متعديا ، واسم الفاعل من الأول مقدمة بمعنى : ذات متقدمة أى ثبت لها التقدم ، ثم نقل ذلك اللفظ من الوصفية وجعل اسما للجماعة المتقدمة من الجيش ، وحينئذ فالتاء فيها للدلالة على النقل من الوصفية للإسمية ، ووجه ذلك أن التاء تدل على التأنيث والمؤنث فرع المذكر ، وكذلك الإسمية هنا فرع الوصفية ، فأتى بالتاء لتدل على ذلك ، فإن قلت : إن التاء موجودة حال الوصفية. قلت : يقدر زوالها والإتيان بغيرها ، ثم إنها نقلت منها على سبيل الحقيقة العرفية إن هجر المعنى الأصلى أو على سبيل الاستعارة المصرحة إن لم يهجر ، وجعلت اسما لكل متقدم. ويتعين
__________________
(١) هو حسين بن أحمد بن حسين الزوزنى ـ أبو عبد الله عالم بالأدب من أهل زوزن له شرح المعلقات السبع" و" ترجمان القرآن" توفى ٤٨٦ ه (وانظر الأعلام ٢ / ٢٣١)