لأن المذكور فيه إما أن يكون من قبيل المقاصد ...
______________________________________________________
بأن هذا لا يتم ؛ وذلك لأن الخطبة من جملة المختصر فكان على الشارح أن
يزيدها ، وأجيب بأن المراد رتب ما هو المقصود من المختصر فى الجملة أى : سواء كان
مقصودا بالذات كالفنون الثلاثة وما يتعلق بها من الأمثلة والشواهد ، واعتراضات
المصنف على السكاكى أو مقصودا بالتبع كالمقدمة فإنها مقصودة تبعا للعلم الذى ألف
فيه المختصر للانتفاع بها فيه وحينئذ فخرجت الخطبة ؛ لأنها ليست واحدا منهما (قوله على مقدمة) اعترض بأن الترتيب وضع كل شيء فى مرتبته وهو لا يتعدى
بعلى ، وأجيب بأنه ضمن الترتيب معنى الاشتمال تضمينا نحويا أى : جعل المختصر
مشتملا على مقدمة ، فالظرف على هذا لغو متعلق برتب ، أو أنه ضمن الترتيب معنى
الاشتمال تضمينا بيانيا ، وهو جعل اسم فاعل الفعل المتروك حالا من معمول الفعل المذكور
، فعلى هذا يكون الظرف مستقرا متعلقا بمحذوف حال. أى : رتب المصنف أجزاء المختصر
أى : جعلها مرتبة بحيث يطلق عليها اسم الواحد حال كونه مشتملا على مقدمة ، ثم إن
ترتيب المختصر واشتماله على هذه الأمور الأربعة من ترتيب واشتمال الكل على أجزائه
؛ لأن المختصر ألفاظ وكذلك المقدمة والفنون الثلاثة ؛ لأن كلا منها اسم للقضايا
الكلية التى هى القواعد والضوابط ومعلوم أنها ألفاظ لما مر أن القاعدة قضية كلية. (قوله : لأن المذكور فيه) من ظرفية الأجزاء فى الكل ؛ لأن المذكور فيه قضايا
وقواعد وهى ألفاظ (قوله : إما أن يكون إلخ) خبر أن بحذف مضاف إما مع الاسم. أى : لأن حال المذكور ،
أو مع الخبر أى : لأن المذكور فيه إما ذو أن يكون ، أو يقال فرق بين المصدر الصريح
والمؤول كما ذكره فى نحو هذا (قوله : من قبيل المقاصد) أى بالذات ، وإلا فالمقدمة مقصودة فى الفن ، لكن تبعا
وأقحم لفظ قبيل لإدراج الأمثلة والشواهد فى الفنون الثلاثة ، ولو قال إما أن يكون
من المقاصد لخرج ما ذكر ؛ لأن المقاصد عبارة عن القواعد فقط.
والحاصل أن
الأمثلة والشواهد والاعتراضات ليست من المقاصد وإنما هى مكملة لها ، وحينئذ فهى من
قبيلها ومن ناحيتها فأقحم لفظ قبيل لإدخالها فى المقاصد ، ولعل فى الكلام حذفا
والأصل إما أن يكون من المقاصد ، أو من قبيلها تأمل.