(مقدمة) رتب المختصر على مقدمة وثلاثة فنون ؛ ...
______________________________________________________
القول ولا الإخبار بل مجرد إنشاء المدح ، ورد الجواب الثالث : بأن شرط عطف الفعل على الاسم أن يكون الاسم فى معنى الفعل كما فى قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً)(١) أى : فلق الإصباح ، فلا يجوز : مررت برجل طويل ويضرب ، إذا ليس الاسم فى معنى الفعل ، وحسبى بدون اعتبار يحسبني ، اسم ليس فى معنى الفعل ، ورد الجواب الرابع : بأن القول بجوازه فيما له محل من الإعراب بدون تأويل. أى : للأولى بالإنشاء أو الثانية بالخبر عند الجمهور ممنوع لا بد له من شاهد ولا يقال الشاهد للجواز فى قوله تعالى : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(٢) فإن هذه الواو من الحكاية لا من المحكى أى : من كلام الله لا من كلام الصحابة الذين حكى الله كلامهم. أى : وقالوا : حسبنا الله ، وقالوا : نعم الوكيل ، أو مبتدأ. أى : قالوا حسبنا الله وهو نعم الوكيل ، فمع وجود هذين الاحتمالين الظاهرين اللذين يكون عليهما العطف فى الآية من عطف الخبر على الخبر كيف تكون الآية شاهدا للجواز؟ اللهم إلا أن يقال : إن التقدير خلاف الظاهر.
[مقدمة فى بيان معنى الفصاحة والبلاغة] :
(قوله : مقدمة) الأظهر أنه خبر لمحذوف. أى : هذه مقدمة ويحتمل أنها مبتدأ والخبر محذوف. أى : مقدمة أذكرها وفى كون أيهما أولى خلاف ، ويصح قراءته بالنصب على أنها مفعول لفعل محذوف. أى : أذكر لك مقدمة ، أو على نزع الخافض ، لكنه سماعى ، ويصح الجر بحرف محذوف إلا أنه شاذ ، ويحتمل أن تكون مبتدأ وما بعدها خبر ، أو خبر وما بعدها مبتدأ لتأويله بالمشروع فيه ، ويحتمل أن تكون موقوفة لعدم تركبها مع عامل كأسماء العدد ، ثم هى إما اسم للألفاظ أو المعانى أو النقوش أو للثلاثة أو الاثنين منها ـ احتمالات ـ والأقرب إنها اسم للألفاظ المخصوصة الدالة على المعانى المخصوصة. (قوله : رتب المختصر على مقدمة وثلاثة فنون) اعترض
__________________
(١) الأنعام : ٩٦.
(٢) آل عمران : ١٧٣.